دا سيلفا.. بطل الفقراء!

الأحد 8 من شعبان 1445 هــ
العدد 50112
أهلا بالأسطورة، بطل الفقراء، لولا دا سيلفا فى القاهرة، فهو ليس رئيسا للبرازيل فقط، بل الطفل المعجزة لأمريكا اللاتينية، والمكافح، والمعاند والذى ظل مرفوع الرأس طفلا، وفقيرا، ورئيسا، وسجينا، وهو يواجه الأعاصير فى بلاده، وقد أحبه الشعب البرازيلى، وأعاد انتخابه للمرة الثالثة، وهى سابقة لم تحدث من قبل فى تاريخ البرازيل. لقد اكتسب دا سيلفا شهرة عالمية تفوق الوصف، ليس فى بلاده فقط، بل العالم الذى عرف أهميته كثيرا، والتى أدركتها عندما لبى دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر المناخ (كوب ـ 27)، حيث جاء إلى شرم الشيخ فور انتخابه مباشرة، وقبل تنصيبه، فى إشارة إلى تقديره لدعوة مصر، وحبه لها، وهو قطعا يدرك دور مصر، وجاء ليدعم برنامجها لإنقاذ الكرة الأرضية بقدر مواجهة الاحتباس الحرارى، كما كان دا سيلفا أول رئيس، بعد الرئيس التركى، يصل إلى مصر فى المرحلة الراهنة الحرجة التى تشهد التمادى الإسرائيلى فى حرب الإبادة ضد الأشقاء فى غزة، فزيارته دعم دولى للموقف المصرى من العدوان الغاشم على الشعب الفلسطينى، حيث إن بلاده من الدول التى اعترفت بدولة فلسطين، ومصر تواجه ما يحدث فى المنطقة بحلول جذرية للحروب، والصراعات، وفى مقدمتها عودة الدول التى سقطت بالاضطرابات، والتدخلات الخارجية، ومن ضمنها، قطعا، الدولة الفلسطينية، وهذا يحتاج إلى دعم النبلاء، والأقوياء فى عالمنا المعاصر، وعلى رأسهم دا سيلفا. لقد واجه دا سيلفا الفساد فى البرازيل، ونقلها إلى الدول الكبرى، وخلصها جزئيا من الفقر، وجعل الطبقة الوسطى الغنية الأكثر، والأقوى فى البرازيل الآن، ولهذا فإن إعادة انتخاب لولا دا سيلفا تعنى قوة أمريكا اللاتينية، وتجذر الديمقراطية بها، وقوة الشعب البرازيلى، وقدرته على اختيار مستقبله، فلو دا سيلفا انضم إلى بريكس، كما أنه يرأس قمة العشرين المقبلة، والتى دعا مصر إليها، والرئيسان السيسى ودا سيلفا هدفهما تنمية العلاقات إستراتيجيا، وقطعا سيكون للزراعة، والإنتاج الحيوانى الذى يميز البرازيل تأثيرعلى قدراتنا المستقبلية فى هذين المجالين، فأهلا وسهلا بكَ دا سيلفا للمرة الثانية بعد انتخابك فى مصر، وفى تلك المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة، والعالم.
