2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حول مستقبل الصحافة

الأربعاء 29 من شوال 1445 هــ
العدد 50192
حول مستقبل الصحافة فى مجتمعنا، وفى العالم، أحاول أن أكمل ما بدأته أمس، فالصحافة والإعلام من المهن التى لا يمكن الاستغناء عنها لكل الناس، ومن الضرورى تطويرها، واستمرارها باقتدار وكفاءة، فهى ليست، ولن تكون، وصفة للهُواة على الإطلاق، لأنها مهنة المحترفين، أو المتخصصين جدا.أعتقد أن ظهور السوشيال ميديا.. وغيرها من الوسائل الحديثة، أو إعلام الناس الاجتماعى على اختلاف أوجهه – سيفقد بعض الوقت، ودون أن يدرى، أنه ينافس الإعلام المحترف، أو أنه بديل له، ولذلك تجد حالة عدائية غير مبررة من مرتادى هذا الإعلام الواسع، والكبير ضد الصحفيين والإعلاميين المحترفين (إذاعة، وصحف، وتليفزيون)، فهم يتوقعون أنه بالهجوم عليهم سوف يتخلصون من منافس وتخلو السوق الإعلامية لهم، ولغيرهم، وهم النجوم الجدد الذين يحملون رايته، وتلك حالة مرضية جدا، لكنها سوف تأخذ بعض الوقت وتنتهى. أتذكر فى عام 2007 أننى أجريت حوارا مع الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، فى ذلك الوقت، وبادرنى فى نهاية الحوار (فى ٣ أسطر) باتهام إعلامنا وصحفنا بالتخلف، وعدم قدرتهما على منافسة الإعلام العربى، وخص صحيفتين كبريين فى ذلك الوقت، إحداهما توقفت عن الصدور الآن، بأنهما تحملان الريادة، والتفوق المهنى عنا، فقلت له «بفلوسهم»، ولم أنشرها، وكان طبيعيا أن أرد عليه وأقول له إن صحيفتى توزع ١٠ أضعاف تلك الصحف، ولكن أعطيته حقه فى أن يقول، ونشرت رأيه، ولكن ثارت ثائرة زملائى فى ذلك الوقت (فى الجمهورية محمد على إبراهيم، وروزاليوسف عبدالله كمال- رحمهما الله)، والأستاذ حلمى النمنم، حيث فندوا حديث الدكتور نظيف، بل وصلوا إلى اتهامى بالصمت، أو عدم الرد عليه، لأننى قلت إننا لا نتوقف عن التطوير، وجذب كبار الكتاب، وأساتذة الجامعات للكتابة فى صحفنا، رغم أن المنافسة فى السوق العربية لا تقارن، لأنها بترولية، وغنية عنا كثيرا، وأجور العاملين فيها أضعاف ما يحصل عليه العاملون بحقل الإعلام فى مصر، ولذلك تجذب الإعلاميين الأفضل. وأخيرا، أرى أن الإعلام فى مجتمعنا يحتاج إلى دعم متزايد، وانتعاشة مرهونة بالانتعاش الاقتصادى فى مصر عموما، فالرابطة وثيقة بين الاقتصاد، والإعلام، والسياسة، وعودة حركة التسويق، والإعلانات، فهى شرايين الدماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى