2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المولد

الأثنين 28 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50722
احتفل أهل الدلتا وصعيد مصر بمولد السيد البدوى فى طنطا هذا العام، كعادتهم، باحتشاد مميز وُصف بأنه لا مثيل له، وقد جذب اهتمام المصريين كافة، فالأرقام كانت قياسية، وقدرتها الأوساط الرسمية بما يفوق المليون، والمتابعون قدروها بمليونين وأكثر، مما جعل بعض الحساد، أو المتحذلقين، يتساءلون، بل يشككون.. لماذا؟. من ناحيتى، أعتبر المولد ظاهرة مصرية صحية جدا، وبداية تعافٍ شعبى، بل يعكس رؤية لها خصوصية فى الأدب الشعبى، والفكر الصوفى، كما أن المولد، كما عرفته فى بلدى وبين أوساط أهل الريف، والمدن، والأحياء الشعبية، بل الراقية، له جذور تؤكد روح الفرح والاحتشاد لدى البسطاء، والبهجة، حيث يلجأ الناس للتصوف، وتفريغ طاقتهم فى المولد، بل الدعاء لله وليس الولى، كما يحاول المتحذلقون إيهام العامة بأنه شرك ومرفوض، كما أن الاحتشاد فى المولد ليس مجرد احتفال دينى، بل مرآة لفلسفة مصرية عميقة، وقديمة فى توازنها بين الروح والعمران. لقد ذهبت إلى المولد مع أصدقائى، واحتفلنا، كما لم نحتفل من قبل، بالسيد البدوى، القطب الصوفى الذى حاول بعض المتحذلقين إيهامنا بأنه أسطورة وليس حقيقة تاريخية، فى إطار التشكيك فى كل شىء من هؤلاء الذين يعبثون بكل شىء، مستخدمين الإثارة المنتشرة على السوشيال ميديا، وكتابات بعض المدعين الذين لا يعرفون شيئا فيشككون فى كل شىء، متناسين أصوله النبيلة والنشأة، وأنه من نسل سيدنا الحسين بن على، وأحد مشاهير الصوفية، وإلى الذين يريدون أن يعرفوا هذا القطب الصوفى اقرأوا للشيخ الزاهد عبدالحليم محمود الذى وصفه بأنه من الأولياء الصالحين المشهود لهم بالكرامات والمناقب، وكتب عنه كذلك الشيخ الشعراوى، وهو رمز روحى عظيم فى التاريخ الإسلامى، وأخيرا، لقد رأيت الملايين فى طنطا، وشعرت معهم، ومن عيونهم، فرحتهم بأن مصر بخير، واستردت حالتها الطبيعية بعد الأحداث التى ألمت بها ما بعد 2011 (كورونا)، وما بعد حرب غزة، كذلك كان مولد هذا العام ظاهرة صحية بكل المقاييس ترد على المتقولين، وغير العارفين بطبيعة مصر السمحة التى تجمع الناس على الفرح، ويجب أن نفهمها بدقة، ولا نحاربها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى