ابكوا على الأطفال.. لا تبكوا على السلاح!

الأحد 20 من ربيع الثاني 1447 هــ
العدد 50714
مصر عينها على مستقبل فلسطين، فوسط الاحتفالات بوقف النار، وبدء الانسحاب الإسرائيلى، وعودة غزة لأهلها، تستضيف القاهرة حوارا وطنيا شاملا (تتناثر الأنباء أنه خلال الأيام المقبلة سيكون هناك حوار وطنى فلسطينى يبحث وقف الحرب فى ظل موافقة «حماس» على التنازل عن حكمها)، ومصر وجهت الدعوة لكل الفصائل للمشاركة فى هذا الاجتماع، الذى يعقد فى القاهرة الأسبوع المقبل، وإن كان الموعد النهائى لم يتحدد بعد لأسباب تتعلق ببعض التحضيرات بتنفيذ المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
ولعل الدعوة لهذا الاجتماع جاءت بناء على طلب حماس، والذى دُعيت إليه «فتح»، وفصائل منظمة التحرير، حيث تبحث حماس مستقبل السلاح الذى لا يستحق البكاء عليه، فهو فى الأصل غير مؤثر فى مسار الصراع، بل السياسة، لأن المأساة الإنسانية التى حلت بقطاع غزة هى التى جعلت العالم يقف معها، وما يستحق البكاء هم الأطفال (مستقبل فلسطين)، فنحن لن نتجرع السم بالتخلص من السلاح، ولكننا نتجرع المرار بما يعيشه أطفال غزة وتلاميذها، لأنهم الذين نُعول عليهم لمستقبل فلسطين، وهوية شعبها، ولذلك فإن إسرائيل أوغلت فى قتلهم، لأنها ترى أن الأطفال الأبرياء، والشباب المتعلمين هم القادرون على حماية المستقبل الفلسطينى، وأن يقفوا فى وجه من يريد أن يطردهم من أرضهم، بل يجعل وجودهم مستحيلا.
أتمنى أن تلتئم الفصائل وتتحد لإقامة دولة فلسطين، فليس هناك دولة حقيقية تحكمها فصائل، ويجب أن يتجه الفلسطينيون إلى بناء دولتهم وتوحيدهم، وألا يذهب الدعم للفصائل، ولكن لإنشاء مؤسسات الدولة العتيدة المرتقبة، بما يعزز وحدة الأرض، والشعب الفلسطينى، والدولة الفلسطينية (الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية)، و(قطاع غزة)، ويمهد الطريق لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وفى مقدمتها حل الدولتين، وأخيرا، ملامح الكارثة فى غزة يجب ألا تسقط عن المؤتمر المقبل.. لا نريد خناقاتكم حول السلاح، أو مقاعد السلطة، أو على الرشوة القادمة من الخارج، ولكن نريد رسم خريطة للمدارس المهدمة.
