2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«الوزير» والمعديات

الثلاثاء 20 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50212
هزنى حادث معديات الموت المعروفة بـ«معديات النيل»، وأعتقد أن الكل تابع سقوط الميكروباص المحمل بفتيات فى عمر الزهور من أعلى معدية «أبوغالب» التى تنقل الناس، والمركبات بين جزر النيل المنتشرة، حيث ابتلعت مياه الريّاح البحيرى، أحد فروع نهر النيل التى تخترق منشأة القناطر، هؤلاء الفتيات، وهن قادمات من قراهن إلى الجيزة لكى يقطفن ثمار الفاكهة.

لقد أحزن الحادث كل أسرة، وبيت مصرى، لأن الفتيات كن فى رحلة عمل يعرف العالم كله أنها ممتعة، لأنها تتم عبر النيل، لكن الإهمال الجسيم من بعض الأشخاص، وانعدام الرقابة من بعض الموظفين كان سببا فى موت فتيات المستقبل اللاتى نحتاجهن فى بناء بلدنا الذى تمتد يد التطوير فى ظل «الجمهورية الجديدة» إلى كل أرجائه، والغريب أن الفجيعة حدثت والمعدية تستعد للرسو على ضفة النيل التى يقصدها الأطفال الأبرياء، لكن كان فى انتظارهم الموت السريع بلا مبرر إلا الإهمال، حيث إن بعض المعديات بلا تراخيص، وبعض العاملين بها غير مؤهلين للعمل.

ملف المعديات من المهم أن يفتحه الوزير الذى لا يكل، ولا يمل من العمل والتطوير كامل الوزير، وزير النقل والمواصلات، فقد عرفناه حاسما، وسريعا، ولا يسمح بهذا الإهمال القاتل أن يطل برأسه القبيح مرة أخرى، ويسىء إلى كل أعمال التطوير المنتشرة فى أرجاء المحروسة، وأوقن أن وزير النقل قادر فى سويعات، وليس أياما، أن يفتح هذا الملف، ويصحح أوضاعه نهائيا، وأن يحول الكوارث على النيل من فاجعة للأسر المصرية إلى رحلة ممتعة آمنة لكل الناس.

هناك آلاف المعديات التى تخدم ما يزيد عن مائة جزيرة تقع على طول نهر النيل يستطيع الوزير المجتهد كامل الوزير غدا أن يقوم بحصر المتهالك منها واستبداله بمواصفات فنية، وأن يقوم، كما يفعل فى السكك الحديدية بحصر العاملين بها، وإعادة تأهيلهم فنيا، وأن يطور المحطات التى يتجمع فيها المواطنون إلى مكان يصلح لهذه المهمة، وأن يفرض عليها الرقابة، ويعاقب المخالفين، والمستهترين، وكلنا ثقة فى «الوزير».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى