2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الصين.. تستطيع!

الأحد 25 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50217
كان السؤال الذى يدور فى منطقتنا فى فترة انعقاد القمم المتتابعة العربية – الصينية، وللقادة العرب الذين توافدوا على بكين: هل تستطيع الصين إحلال السلام بالشرق الأوسط فى الوقت الذى كانت فيه تستعيد بلورة رؤيتها تجاه المنطقة العربية بما يضع الطرفين فى قلب خريطة عالم جديد متعدد الأقطاب؟ . أعتقد أنه ليس هناك حل سريع لبعض القضايا العربية، خاصة قضية فلسطين، فهى معقدة للغاية، والأمريكيون، والأوروبيون غير قادرين على وضع حل لها، لكننا جميعا، خاصة العرب، يجب أن نستمر فى حشد المجتمع الدولى لوقف الصراعات، والحروب الدائرة فى كل نواحى منطقتنا، وبالقطع فإن مشاركة الصين فى القضايا المطروحة سيكون لها أكثر من جانب، ولذلك وجدنا أنه بعد اختتام القمة العربية بالمنامة مؤخرا توجه قادة عرب إلى الصين فى زيارة جماعية تفتح باب التساؤلات حول دوافعها، ومدى قدرة بكين على حشد الدعم الدولى لإحلال السلام بالشرق الأوسط، وكانت روح القمة الأولى التى عُقدت فى ديسمبر ٢٠٢٢ بالسعودية حاضرة وهى التضامن، والمنفعة المتبادلة، والاستفادة، والعرب راسخ فى أذهانهم أنه من المفيد الاحتفاظ بعلاقات إيجابية مع الصين، بل السعى لكى تدعم مخرجات القمة العربية بالمنامة، حيث يمكن لبكين استخدام حق الفيتو بمجلس الأمن فى حال وجود أى تصويت يضر بالقضية الفلسطينية، كما أن توطيد العلاقات مع الصين يخدم التحركات نحو حشد اعتراف عالمى بدولة فلسطينية مستقلة، ولا ننسى أن علاقاتها جيدة بجميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، كما ظهر فى الاجتماعات دعم الصين فى التموضع بصفتها وسيطا فى الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل. لقد لعبت الصين دورا فى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، وأصبحت مؤثرة فى مجريات الأمور فى الشرق الأوسط، كما أن الصين لاعب رئيسى فى إفريقيا، حيث تستطيع أن تلعب أدوارا أخرى، لعل أهمها القضية التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام قمة الأمن المائى العربى، ومطالبة إثيوبيا بالتوصل لاتفاق قانونى يؤمن حق الجميع فى الحياة، والتنمية.. باختصار الصين تستطيع، وقادرة، فى حال استخدمت قدراتها الدبلوماسية، والسياسية، على المساعدة فى إقامة سلام عادل، وشامل فى منطقة الشرق الأوسط، وحل القضايا الشائكة، والعالقة فى إفريقيا، بل العالم كله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى