2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

إبراهيم سنجاب.. أهرامى متميز.. ومهنية نادرة

الأربعاء 2 من صفر 1446 هــ
العدد 50283
رحل إبراهيم سنجاب الأهرامى المتميز الذى آمن بالتخصص الدقيق، وأجاده بمهنية عالية للغاية فى مسيرته الصحفية، ولقد كان سنجاب، رحمه الله، يرمى نفسه فى مسرح الأحداث الكبيرة، والصعبة، والحروب الخطرة، ولا يبالى، وقد عمل فى كل الأقسام الصحفية (الأخبار، والتحقيقات، والمحافظات)، ولكن وجد نفسه أخيرا فى القضايا العربية، ومشكلاتها الدقيقة كاليمن، وفلسطين، والقرن الإفريقى، خاصة منطقتنا التى امتلأت بالأحداث الجسام، والحروب فى السنوات، والعقود الأخيرة منذ نهايات القرن العشرين حتى اليوم، ومستمرة، وتتفاقم، كما كان دقيقا فى معرفة الأزمة اليمنية على الأخص، فهو كان يعرف شخوصها، ويتابعها بدقة، ولايزال صدى صوته يرن فى أذنىّ وهو يتصل بى، سواء وهو يدعونا لحضور حفل زواج ابنه، أو هو يصحح لى بعض المغالطات الدائمة فى إعلامنا، وصحفنا حول هذه الأزمة، وعلاقة مصر بها، فقد كان إستراتيجى الرؤية، وبعيد البصيرة النافذة، لأنه كان يعرف دائما أن الحقيقة، والتبصير بالأبعاد المختلفة للقضايا هما أسلم الطرق لكى نتعلم، ونتجنب الكوارث الناتجة عن سوء الرؤية، والبعد عن التقديرات الدقيقة، والمحسوبة، خاصة أن القضايا العربية معقدة، ومتشابكة، ولكن لها عمقها التاريخى، والدينى، والمذهبى فى قلب منطقة تاريخها عتيق.

أعتبر إبراهيم سنجاب من أبرز أبناء جيله، وأذكاهم، ليس لنشاطه المهنى فقط، ومسارعته للوجود فى مناطق الحدث، وإنما لكثرة قراءاته، واطلاعه على المرجعيات الحية، أو المصادر الموجودة فى لقاءاته، ومناقشتها بعمق، وتسليطه الضوء على قصته الصحفية التى بالعودة إليها الآن سنجدها غنية بالمعلومات الدقيقة، والوفيرة التى تصلح لكل الفترات، ولا تسقط بالتقادم لثرائها المعلوماتى، وقد رجعت إليها مؤخرا قبل رحلتى الأخيرة إلى اليمن لحوار رئيس الجمهورية هناك، لمعرفة خلفيات الوضع بين الحكومة والحوثيين، وقد كان مواكبا للأحداث، محذرا أكثر من مرة من مغبة إدخال اليمن فى النفق المظلم، وتأثير ذلك على الأمن القومى العربى.

رحم الله إبراهيم سنجاب الصحفى المتميز، الذى كان نموذجا مهنيا، وإنسانا مستقيما أحب الأهرام، والصحافة، وعمل لهما بمهنية نادرة، ولذلك أعتقد أنه سيعيش بيننا مهنيا أكثر من عمره بكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى