2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كيف نتعامل مع الرئيس الأمريكى القادم؟ «2»

الأربعاء 4 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50374
نحن فى مصر سياستنا واحدة مع أمريكا، لأن مصر دولة مركزية قوية فى الشرق الأوسط، ولا غنى عنها لمصالح جميع دول العالم، سواء كانت روسيا، أو الصين، أو دول أوروبا، أو أمريكا نفسها، فهذه الدول جميعا فى حاجة إلى مصر أكثر من أن تكون مصر فى حاجة إليها، وبشأن كيفية التعامل مع الرئيس الأمريكى القادم، أو الجديد (الجمهورى أو الديمقراطى)، فإن مصر مع هاريس مثل مصر مع ترامب، لا فرق، سياسة واحدة، وحالة احترام متبادلة بين الطرفين، لأن مصر علاقتها وثيقة، وقوية، وقديمة مع الحزبين الجمهورى والديمقراطى، بل مع جميع المؤسسات الأمريكية (الكونجرس، والبنتاجون نموذجا)، لكن نحتاج إلى دعم هذه العلاقة مع حكام الولايات، فما ينقصنا لدعم علاقات مصر مع أمريكا أكثر، وتنوعها، أن نخرج خارج واشنطن، وندعم علاقات تجارية، واقتصادية مع الولايات المختلفة فى أمريكا.

أما قضية فلسطين بالنسبة للرئيس الأمريكى الجديد فهى حساسة، ودقيقة، لأنها أصبحت مثل الاقتصاد الأمريكى قضية داخلية تؤثر على الأمريكيين فى الداخل، وقد شاهدنا ذلك فى مظاهرات الجامعات، ولعل الأهم أن اللوبيات العربية فى الولايات المتحدة كان صوتها مسموعا، ومؤثرا لأول مرة، خاصة فى بنسلفانيا، فقد رأينا ترامب يزور الجاليات العربية، ويبدى احترامه للعرب والمسلمين، وهذا لم يظهر فى انتخاباته الأولى، وقد اختلف هذه المرة، ولذلك لا نستطيع أن نراهن على أن حل قضية فلسطين، ومستقبل هذا الشعب سيكون من أولويات الرئيس القادم، أيا كان جمهوريا أو ديمقراطيا، ولكن هناك اختلافا جذريا بين طريقتيهما فى المعالجة، وسيكون الرهان على الدور العربى، واتحاده بين مصر، والخليج، والمغرب العربى هو الفارق فى شكل الإدارة المختلفة مع الرئيس، سواء كان جمهوريا، أو ديمقراطيا، ولكننا نحتاج إلى تغيير جذرى فى شكل المنطقة العربية، وأن يتم إعلاء شأن الدولة الوطنية، وألا نسمح مرة أخرى بالتدخل فى شئوننا الداخلية مثلما حدث فى 2011 أمريكيا وأوروبيا (الربيع العربى)، حيث تدخلوا فى شئون كل العرب، سواء بحجة حقوق الإنسان، أو الدفاع عن مصالحهم، ولذلك فإن إعلاء شأن الدولة الوطنية، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، أيا كان الرئيس القادم، سيكون فى مصلحة المنطقة العربية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى