2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ترامب الثانى..! «1»

السبت 14 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50384
لم تبدأ «الحقبة الترامبية الثانية» بعد انتظارا لتنصيبه فى العام الجديد، ولكن العالم كله بدأ يعزف على «سيمفونيتها» المكتوبة استعدادا لمتغيرات كبيرة على المسارح السياسية فى عالمنا، فالفريق تم اختياره، ولم يبعد كثيرا عن المتوقع، فهو من غلاة اليمين والتشدد فى العاصمة، وحلفاؤهم الذين يذكروننا بالمحافظين الجدد (فى الماضى). أعتقد أن المفاجآت بدأت تتلاحق، ففترة ترامب الأول (2016-2020) كانت مملوءة بالمشكلات، والوعود غير الجدية التى أدت إلى خسارته الانتخابات فى 2020، وأخطاء، كان بعدها اقتحام الكابيتول، ليعمق الانقسام فى أمريكا، أما ترامب الثانى فهو حصيلة الحكم والمعارضة معا، وفى الأول كان الجموح الشخصى، ومواجهته المؤسسات هو سيد الموقف، فالرئيس، لأول مرة، من خارج المؤسسات، مثل بايدن، وليس ابن الجامعات النخبوية، والتعليم العالى مثل أوباما، وكلينتون، وقد اشتبك مع الجميع (القُضاء، والإدارات الخارجية، والدفاع)، ووصل إلى قمته فى الرفض والجموح (رفض نتيجة الانتخابات الرئاسية)، بل واجه الولايات والمؤسسات معا (رفع 63 دعوى قضائية بعد فوز بايدن خسرها جميعا)، حتى عند قُضاة المحكمة العليا الذين اختارهم بنفسه، ومارس الضغوط على الجميع، بمن فيهم نائب الرئيس، ليرفضوا نتيجة الانتخابات، ولم يستطع، وفى المعارضة كانت اختيارات ترامب أكثر من قاسية: ملاحقات قضائية، واتهامات بالفساد، وأدين فى بعضها، وظل صامدا، بل استطاع أن يظهر أمام الرأى العام أنه ضحية الديمقراطيين بعد أن أصبح «كعب داير» أمام المحاكم فى ولايات عديدة. لكن هذه المرة الجديدة (الثانية) الرئيس أكثر مؤسسيةً وكسبًا فى انتخاباته (المتناقضات جميعا: المليونيرات، والعمال، والموظفون البيض والسود، واللاتينيون- تحالف عريض)، ولذلك فإن ترامب الثانى هو نتاج التعليم فى الحكم والمعارضة معا، ولديه رغبة فى أن يترك بصمة فى رحلته السياسية الصعبة، والدقيقة فى اختبار دقيق فى السنوات الأربع المقبلة، فلننتظر ماذا سيحدث فى الشرق الأوسط؟.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى