ترامب الثانى..! «2»

الأحد 15 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50385
أعتقد أن ترامب الأول، المعنى بإلغاء الاتفاق النووى مع إيران 2018، والذى تخلص من الجنرال قاسم سليمانى 2020، يمكن أن يُصعد مع طهران، خصوصا أن الإسرائيليين مهدوا الطريق أمامه بالتخلص جزئيا من أذرعها فى الشرق الأوسط (حماس فى غزة، وتقليم أظافر حزب الله فى لبنان وسوريا، والعراق، والحوثيين فى اليمن)، والفرصة ممهدة أمامه لإعادة ترتيب الأمور معها، علما بأن ترامب الأول اعترف بالقدس والجولان للإسرائيليين، وصادر الحق الفلسطينى، أما فريق ترامب الثانى فهو مهتم بلبنان وسوريا معا، والفلسطينيون ليسوا بعيدين عن هذه المتغيرات القادمة، ويقولون عنه إن عينه على منطقة شرق المتوسط، وطبعا فى قلبها فلسطين، وإخراج إيران من سوريا ولبنان، ومحاسبتها فى العراق، ولذلك علينا جميعا أن نتذكر أننا أمام سياسى من نوع مختلف، وقوى، ويصفه السياسيون بأنه صافح كيم يونج أون، زعيم كوريا الشمالية، فلماذا لا يصافح خامنئى ويُنهى صراعا طويلا مع إيران، ويحل مشكلة فلسطين؟!، وتلك كلها تساؤلات ليست هناك إجابات لها أمام صقور المتطرفين فى إدارته، خاصة أن ظروف إيران صعبة، ودقيقة، والمشروع النووى، وحزب الله الاثنان مهددان بالوثوب الإسرائيلى.
أرى أن التطورات متلاحقة فى الشرق الأوسط، وكل الخيارات مطروحة، لكن يجب ألا تخيفنا صقور العاصمة السياسية واشنطن الذين دخلوا إدارة ترامب الثانى، وإذا كان الشرق الأوسط امتحانه صعبا، فهو عنده حلول سريعة لأوروبا، وروسيا، والصين، فلنجرب ولن نخسر شيئا، فإدارة بايدن بخبرائها، ومعرفتها بكل شىء، قالوا عن أنفسهم عندما احتدمت الحرب فى المنطقة، من بايدن إلى بلينكن، إنهم «صهيونيون أكثر من الإسرائيليين كلهم»، وبذلك لا تغيير يُذكر فى المضمون على هذا المسرح، وكل الخيارات دقيقة، ومطروحة، فشرق المتوسط، وفلسطين فى عقل ترامب فى نسخته الجديدة، والرجل قوى للغاية، فقد حصد كل المتناقضات فى انتخاباته، فقد انتخبه حزام الصدأ، وانتخبه حزام الإنجيل المحافظين فى الولايات الوسطى، والكونجرس بشقيه (النواب والشيوخ)، بل إن الديمقراطيين استقبلوه فى العاصمة قبل التنصيب بالترحيب، ونحن نرى إدارة جديدة تغير جلدها، فلنشتبك معها بالسياسة، والدبلوماسية للوصول إلى الحقوق العربية، ولن نخسر أكثر مما خسرناه مع الإدارة الحالية.
