حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حديث التهجير.. ‏والمخاوف!

تتزايد يوما بعد آخر وتيرة الاستهدافات الإسرائيلية لقادة حماس فى غزة، أو ضاحية بيروت (صالح العارورى)، أو سوريا كما الاستهداف المنظم لقادة مؤثرين إيرانيين (رضا موسوى )، وبعد الخراب الكبير الذى أحدثته إسرائيل فى غزة، فإنها تتحدث عن تهجير أهلها (مليونى فلسطينى) من أراضيهم إلى كل العالم، وإعادة احتلال القطاع (فى أخطر ترانسفير فى الأراضى المحتلة)، بل الوقوف على حافة النار فى كل نقاط التماس الإسرائيلية- العربية، ولعل أهمها خط التماس رفح، وخط فيلادلفيا فى غزة، وهى تلك المنطقة الحساسة فى الخطط العسكرية الإسرائيلية، والتى تبدو للمصريين مقلقة لمستقبل المنطقة.

لكن، ومع إدراكنا عدم قدرة إسرائيل على التهجير الطوعى، أو القسرى للفلسطينيين، وتمسكهم بأراضيهم، ورفض المجتمع الدولى ذلك- فإن المنطقة يجب أن تتحرك لحماية مصالحها، ونحن نرى، ومازلنا، استحالة أن يشعر الإسرائيليون بعد كل هذا الخراب، والتدمير بالأمان، وأن تل أبيب لا تستطيع طرد السكان بالشكل النهائى، وهو هدفها الذى نكاد نراه، وليس هناك هدف آخر، وأمام تعقيد الموقف فإن التحرك السياسى المصرى خلف ورق التفاوض (المبادرة الأخيرة) قد يكون الورقة الوحيدة الموجودة على الساحة، أو الخطوة «المفتاح» للخروج من المأزق الحاد على كل الأجنحة.

أعتقد أن ورقة التفاوض المصرية تكشف عمليا عن قدرتها على التحرك نحو التهدئة، أو وقف هذه الحرب المجنونة التى تخطف الشرق الأوسط بعيدا عن الاستقرار، وأن التداعيات العسكرية، والسياسية أصبحت مفتوحة على الكثير من الاحتمالات المخيفة التى لا يمكن السيطرة عليها.

التساؤل الآن هو: هل يكون هناك تحرك دولى يستوعب ما يحدث، وتقابله تحركات عربية، وفلسطينية لاحتواء حماس داخل منظمة التحرير الفلسطينية، ووضعها على مسار مختلف، وأن نرى من السلطة الفلسطينية تحركات مبدعة لاختيار حكومة، ورئيس جديد لها يفتح الباب لمفاوضات جديدة على أسس مختلفة، بمشاركة دولية، وإقليمية، جديدة، ومؤثرة؟!.

إننى أرى أن القاهرة، الممسكة بالكثير من المعلومات الحساسة عبر تاريخ الصراع فى غزة، والمنطقة- تتحرك بأسلوب مميز، ولا تتوقف، ولكن يتعين على الجميع المشاركة بشكل أكبر، ولا يتركون الأمور تتداعى إلى داخل أكثر خطورة فى حالة تركها على ما هى عليه.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى