حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

المسيح المحبة والسلام

ميلاد جديد للمسيح ( ٢٠٢٤) أعاده الله على العالم بالسلام، والسكينة كما أراده برسالته لنا عيسى عليه الصلاة والسلام، فقد وُلد رمز السلام، والسكينة للعالم وكان ينشد دعوة الناس إلى الله فى الأعالى، ويطلب لأهل الأرض السلام، ولكل الناس المسرة، والسعادة. لقد احتفل المسيحيون (أقباط مصر) أمس، واليوم الثامن من يناير، والشهر المريمى (كيهك)، أدق حساب للميلاد الجديد، برمز السلام فى زمن الحرب، حيث أظهر المصريون فى هذا الزمن الصعب المحبة التى بشر بها نبى الله عيسى للعالم، وأهل فلسطين، وأهل غزة الذين يعانون تحت نير الحرب، فقد كان ميلاده سقوطا للعصبيات التى يأبى المتطرفون أن تسقط لتصفو الحياة إعلاء للإنسان، فقد مَجّد الحياة، وأعلى محبة الله فى الأرض وكانت جلية، فالمحبة كانت للجميع، ولم تكن لديانة سائدة وقتها (اليهودية)، فمحبة الله هى محبة للإنسان ميلادا (أولى خطوات الإنسان) ليكون إنسانا، أو أولى خطوات السلام المنشود للعالم، فلا إنسانية من دون سلام. إننا فى ميلاد المسيح هذا العام نتذكر بيت لحم، وبيت المقدس (تحت الحصار الإسرائيلى) عندما ظهر نجمه العظيم، والمُقدس فى السماء لتشع الدنيا، ونشعر بالاستقرار، وبيننا وبين هذه الأراضى المقدسة فى مصر حبل موصول منذ العام الثانى لميلاده حتى السادس (٢-٦ ميلادية)، فقد كان معنا المسيح على أرض مصر، حيث جاءها هربا من أعداء السلام والمحبة فى بلاده، فنشر البركة فى ربوعها.. أكثر من ٢٠ مدينة مصرية مر بها من شمال البلاد حتى جنوبها فحصلنا فى مصر على شرف «الأماكن المهمة» فى حياة المسيح، ولأهمية هذا الحدث فى تاريخه فإن بعض المؤرخين قالوا إنه ولُد فى مصر، مما يعنى أن قداستها تقارب الوطن الرئيسى للمسيح عليه السلام. لعلنا نستبشر فى هذا العام (زمن القتل الواسع من الإسرائيليين للفلسطينيين أطفالا وشبابا ونساء ورجالا) بميلاد المسيح.. نعم بميلاده الذى يبدأ فيه الليل ينقص، أو فى النقصان، ويبدأ النهار (نور الأرض) فى الزيادة، والإضاءة بالتدريج، فقد عاد المسيح ومعه السلام، والمحبة، وأمل البشرية الذى لا ينقطع.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى