حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

رحلة بلينكن!

نحن أمام رحلة أمريكية مختلفة جدا للشرق الأوسط عبر وزير خارجيتها أنتونى بلينكن فى زيارته الرابعة للمنطقة، تلك الزيارة غير النمطية، أو العادية على الإطلاق، والتى يتوقف عليها الكثير من التطورات القادمة للعالم وليس المنطقة وحدها، وحتى لا يكون الكلام فى العموم فإن هذه الجولة تأتى والحرب الإسرائيلية تدخل مراحل مؤثرة على سكان غزة بعد تدميرها كاملة، وأرقام الضحايا، والمصابين قياسية، بل إن توسعة رقعة الحرب خارجها بدأت فعلا بالاغتيالات فى بيروت، ودمشق، والعراق (العارورى الرجل التنفيذى الأول فى حماس، ورضا موسوى، أحد قادة الحرس الثورى فى سوريا، ومشتاق طالب السعيدى، المسئول العسكرى بحركة النجباء فى العراق)، وإغراق قوارب تابعة للحوثيين فى البحر الأحمر، أى أن خيارات توسعة الحرب موجودة، وجاهزة.

أعتقد أن زيارة بلينكن الرابعة لن تحقق أهدافها من دون مراجعة حقيقية للموقف الأمريكى الداعم لإسرائيل، والذى اتخذته منذ بداية الحرب، فقد أصبحت أمريكا مطالبة بالضغط بعدم اتساع الحرب، والواقع الراهن يتجاوز حدود التهدئة وإدخال المساعدات، فالأيام الأخيرة شهدت اتساع نطاق الحرب، وسيكون موقف العواصم العربية التى يزورها بلينكن قويا للغاية، خاصة القاهرة، ودورها المحافظ على الاستقرار الإقليمى، والمعارض لاستمرار الحرب، وتصفية القضية الفلسطينية، كما أن ما تسمعه أمريكا فى العواصم التى يزورها مسئولوها يكاد يكون متطابقا، فهى لحظة معقدة، ومتفجرة فى الشرق الأوسط، حيث لن تنفجر حكومة نيتانياهو فى إسرائيل وحدها، بل سيمتد التأثير الإستراتيجى إلى الموقف الأمريكى عالميا ولن يقتصر على المنطقة وحدها، فلم يعد الموقف يشير إلى حرب إقليمية جديدة، بل سيخرج بأمريكا كلها من الاحتفاظ بدورها فى المنطقة.

إن أمن المنطقة فى خطر حقيقى، وقد التزمت معظم دول المنطقة بما هو أكثر من معايير ضبط النفس، بينما الطرف الآخر، بمساعدة أمريكا، ضرب بكل المصالح العالمية عُرض الحائط، بل بمصلحته المباشرة جراء حالة الكراهية والانفلات العدوانى على الأشقاء فى فلسطين والذى يرقى لمستوى الجرائم التى لا تسقط بالتقادم، فهل ينقذ بلينكن بلاده وإسرائيل قبل السقوط الكبير الذى يصعب إيقافه قبل وقف هذه الحرب المجنونة والعدوانية البشعة؟.. سؤال إجابته لا تحتمل التأجيل.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى