حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حرب غزة.. محطات جديدة

وصلنا فى حرب غزة إلى محطات مختلفة، حيث هناك اتساع لرقعة الحرب، ولعل الضربات التى وقعت ردا على هجمات الحوثيين على السفن المبحرة من دولة الاحتلال والمتجهة إليها عبر الممر الملاحى (البحر الأحمر) من الأمريكيين والبريطانيين وشركائهما الذين عرفوا بتحالف “الازدهار”- تشكل منعطفا جديدا، أو نهاية، أو بداية جديدة، لكن الأهم أن الإسرائيليين الآن متهمون أمام محكمة العدل الدولية، وقد كشفت محاكمتهم عن أن الدنيا تغيرت، وأن نيتانياهو وحكومته المتطرفة فى حالة اهتزاز كبرى، وأن تأثير المحاكمة سيكون أكبر مما يتصورون، فمجرد عقد المحاكمة إشارة كبرى على هذا التغيير. أعتقد أن حرب غزة سيكون لها تأثير مستقبلى على العالم، وأن العالم سيدرك أن القطاع الذى حطمته إسرائيل جريمة كبرى لن تسقط بمرور الأيام، بل إن الضحايا قد كتبوا بدمائهم، خاصة الأطفال، والنساء، والمرضى، والمسنين، وذوى الإعاقة، الذين سقطوا جراء المجازر الإسرائيلية- سجلات ستظل دروسا تروى للإنسانية، وستعيش أطول من المجرمين الذين سفكوا دماءهم، كما أعتقد أن إسرائيل لن تستطيع أن تهرب ــ كما هربت منذ الأربعينيات وقيامها غير المشروع على حساب الفلسطينيين- من جريمة غزة، وإذا هربت فإنها لن تخرج منها سليمة، لأن الإسرائيليين كلهم أصبحوا مطالبين بمراجعة حساباتهم فى المنطقة التى يعيشون فيها، ولن تُجدى حججهم بأنهم يتتبعون المقاومة، فقد ضُبطوا بجريمتهم كاملة، ويقدمون الآن للمحاكمة التى فرضت عليهم عودة أهل غزة إلى ديارهم، كما فرض عليهم العالم بلا محاكمة، أو حساب الآن التراجع، والهزيمة. لقد أصبحت غزة الآن هى البند الأول على المستوى العالمى، وأعتقد أن فشل دعاوى بتسلئيل سموتريتش وبن غفير، عضوىّ الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، فى تهجير أهل غزة سينعكس على تل أبيب، كما أنهم لن يستطيعوا وقف إعادة بناء غزة، وأن نيتانياهو وحكومته سيعترفون عنوة بحل الدولتين، كما أصبحت إسرائيل الآن تدرك لأول مرة أنه يتعين عليها أن تفهم أنه لا تسوية منطقية، أو طويلة الأمد، مع الفلسطينيين لا تتضمن منح غزة والضفة استقلالهما الكامل، ودولة كاملة العضوية شريكة فى كل شىء فى المنطقة، والعالم.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى