المنطقة الملتهبة..!

كل دول الشرق الأوسط، خاصة المنطقة العربية، تحتاج إلى اليوم التالى لنهاية حرب إسرائيل فى غزة، لكى يتم إنقاذ المدينة وأهلها من براثن المجازر، كما أن دول المنطقة الملتهبة كلها تضررت، ومصابة بتأثيرات هذه الحرب المجنونة، وقد وجدنا ظواهرها تمتد بالأمس، حيث تحركت أمريكا، وبريطانيا، وحلفاؤهما، أو ما يعُرف بتحالف الازدهار بحجة حماية البحر الأحمر، وفجأة شعرت إيران بأنها يجب أن تتحرك، أو أن تكون مشاركة فى إطلاق الصواريخ، وإشعال المنطقة، وإلا بماذا تبررون إطلاق صواريخ إيرانية على أربيل بحجة أنها «بؤرة للجواسيس؟!.. هل لأن العراق أصبح منطقة رخوة، ويمارس عليه العدوان أطراف متعددة لإظهار القوة، أو إرسال رسائل مثلما حدث بإطلاق صواريخ أمريكية على أحد فصائل الحشد الشعبى» (مجموعة النجباء) فى رسالة لإيران بتبادل الأطراف العالمية إطلاق الرسائل وبالصواريخ بدلا من أن يتبادلوا السفراء، والمناقشات المعمقة؟!

إن الشرق الأوسط يغلى، ويحتاج إلى وقف الحرب فى غزة، والبدء فى تعمير هذه المنطقة، والتحرك لإنقاذ السكان، والمرضى، والمصابين، بعد 100 يوم من الحرب العبثية، والعشوائية، والقتل، والمجازر، والإبادة العرقية، والجماعية التى تفجر براكين الكراهية بين الشعوب، كما أن حالة السيولة الحربية فى المنطقة ممتدة إلى سوريا، ولبنان، وعمليات القتل، والطيران مستمرة لاصطياد الأهالى، والسكان هناك، وهكذا دخلت تركيا على الخط تضرب فى سوريا، وتشرد مزيدا من المدنيين.

أعتقد أن استمرار الحرب يفتح أبواب جهنم، والمخاوف كثيرة، لأن هناك مخططات غربية موظفة لشحن العداء، وجذب الدول للحرب.

يجب إطفاء المحرقة الإسرائيلية الموجودة فى غزة حتى لا تتطور الأحداث وتشمل كل دول الشرق الأوسط، كما يجب على المجتمع الدولى التحرك لتلجيم العداء الإسرائيلى، وإعادة دراسة ما حدث خلال المائة يوم الماضية فى منطقة الشرق الأوسط من تداعيات مخيفة على مستقبل التعايش بين الشعوب فى تلك المنطقة الحساسة من العالم.

وأخيرا، فإن المنطقة فى حاجة إلى وقف حرب غزة وليس توسيع الخلافات، والحروب الإقليمية حتى لا يزيد لهيب النيران فتدمر اقتصادات المنطقة، لأن حالة الشعوب بدأت فعلا فى التضرر الشديد، والصعوبات الجمة التى لن تتوقف بسهولة حتى نهاية العقد الحالى.