حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حكومة.. ومحافظون جدد (1)

ليس سبقا، أو تنبؤا جديدا أن نقول إن مصر مقبلة على استحقاق دستورى جديد مؤكد أنه سيكون مختلفا، فهناك مرحلة رئاسية جديدة سوف تبدأ خلال الأشهر المقبلة، ورئيس الجمهورية (المنتخب) عبدالفتاح السيسى مقبل على أداء قسم دستورى أمام البرلمان فى مقره الجديد بـالعاصمة الإدارية الجديدة، وهى خطوة مبشرة لفترة رئاسية جديدة ستكون مهمة، ومفصلية، بل تاريخية لجميع المصريين، وسوف تسبقها، أو تلاحقها، بالقطع اختيارات جديدة للحكومة، وكبار المعاونين، والمحافظين، إن لم يكن أكثر فى مؤسسات الدولة المختلفة. نحن، بصريح العبارة، فى انتظار حكومة جديدة، ومحافظين جدد، لكن فى فترات التغيير تنتاب المؤسسات فورات فى الرغبة فى المشاركة، والاندفاع فى تقديم الاقتراحات، والحلول، خاصة النقدية، فالكل يُبرز نفسه، ويقدمها على المسرح السياسي، والاقتصادي، والمؤسسي، ولكن أدعو جميع المؤسسات المنتخبة، خاصة البرلمان وغيره، أن تأخذ الفترة التى أُجريت فيها الانتخابات الرئاسية نموذجا لعملها المستقبلي، فقد كانت انتخابات أستطيع أن أطلق عليها خطوة متقدمة فى الهدوء، والعمق، وفى ترسيخ قيم الانتخابات، ونوعية التنافس بين المرشحين، وفى الشارع المصرى ككل بمختلف فئاته، حيث لم نجد هتافات خارجة، أو تصريحات نارية، ومتشنجة، أو شعبوية، فقد كانت هادئة، وعميقة، ومؤثرة شارك فيها الناس بوعى متزايد، لأنهم يريدون ترسيخ القيم، وتطوير البلد، والحفاظ على التعددية الانتخابية. وعلى الرغم من أن الفارق كان واضحا بين المرشح الرئيس المنتخب ومنافسيه الآخرين، فإن ذلك لم يمنع من أن تكون الآراء محورا مطروحا، وعميقا للسياسات المستقبلية، ورؤية هى الأهم، مما ينعكس على المشاركة الشعبية الكبيرة التى لم نرها من قبل، وقد نال الرئيس عبدالفتاح السيسى كل تقدير، واحترام محليا، وإقليميا، ودوليا لحرصه عبر الانتخابات على تداول الرأي، واستقباله المشاركين له فى الانتخابات الرئاسية، ولم أقل المنافسين، رغم أنهم فعلا منافسون، لأن مشاركتهم كانت هى الأكثر تأثيرا فى مستقبل مصر.

بواسطة
الأهرام
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى