حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بعد الهند.. أذربيجان وأرمينيا (2)

باستكمال الدبلوماسية المصرية الرئاسية تجديد دوائر التحرك خارجيا، فإن القاهرة تبحث عن مصلحة الجميع وتنجح دوما، وبالتالى فإن الهدف من زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الهند، وأذربيجان، ثم أرمينيا هو تعميق علاقات مصر مع هذه الدول التى يوجد ترحاب كبير منها، كما أن هناك مجالات عديدة، وواسعة للتعاون الاقتصادى مع أذربيجان، خاصة مجالات الطاقة، والطاقة المتجددة، كونها مصدرة للنفط، ولذلك فإن تجديد العلاقة، وتطويرها مع أى طرف – دائما وأبدا هدف مصرى قوى، ومستنير.

وإذا كان العالم يمر بحالة سيولة، فإن مصر تعتبر حجر الزاوية بكل ما تمتلكه من ثقل، وأدوات فاعلة، وتستطيع التحرك فى أى عملية إنقاذ، وتطور يحقق المصلحة لكل الدول بلا تناقضات، وهذا النوع من العلاقات يفتح مساحات كبيرة للتحرك فى منطقة الكومنولث، وآسيا الوسطى، علاوة على المكاسب المتعلقة بالاقتصاد، والاستثمار، وريادة الأعمال.

إن تأكيد حضور مصر فى النطاق الآسيوى، وتحقيق المصالح المشتركة يعطيها القدرة على حل المشكلات المستعصية فى المناطق الآسيوية بالشرق الأوسط، وهى خطيرة، ومستمرة، بل متجددة، وتعد أذربيجان وأرمينيا شريكتين لأطراف عالمية دولية موجودة فى منطقتنا تتمثل فى روسيا، وتركيا، وإيران.

كما أن وجود مصر، بمصداقيتها العالمية، فى مناطق النزاعات هو تأكيد لدورها، وقدرتها على المساعدة فى الاستقرار الإقليمى، والعالمى، كما أن مصر عينها على الشرق الأوسط الملتهب، وهى تتحرك مع شركائها الإقليميين عالميا لرغبتها فى بلورة وتقديم الحلول لكل الأطراف، كما تريد المحافظة على علاقات قوية مع كل الأطراف، ولا تريد التهاب الحرب ضد أى طرف.

أعتقد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الهند، وأذربيجان، ثم أرمينيا تتسم برؤية إستراتيجية حكيمة، وبعيدة النظر، وبالتأكيد ستكون ذات أبعاد، وتحركات مستقبلية، فى إطار التفاعل الاقتصادى بين الشرق والغرب، وبين الجنوب والشمال، فكل التحية للتفكير الإستراتيجى، والعقلانى لسياسة، ودبلوماسية مصر الرئاسية محليا، وإقليميا، وعالميا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى