رسالة جديدة إلى مصر والعروبة!

لن يهدأ بال أى مصرى أو عربى إلا بعودة العروبة التى يعرفها، وعاش فى ظلالها، وحلم بها. ثم عودة بلادنا وأوطاننا، لتكون حاضنة لشعوبنا، وسقوط كل محاولات تفكيك وهزيمة أوطاننا واحتلالنا تحت أى دعاوى أو أفكار.
وقد كانت صورة المصريين فى الخارج من المغتربين وهم يعملون ويكدحون فى أكثر من 122 دولة فى عالمنا، سواء فى بلادنا العربية فى الخليج العربى، أم فى أوروبا أم الأمريكتين، أكثر من معبرة وذات دلالة، وكشفت عن أن مصر أمة حقيقية، بل هى أم العرب، بقوتها يزدهر العرب، سواء فى المشرق أم المغرب أم الخليج.
مصر أمة لا تريد أن تفرض إرادتها، أو هويتها أو ثقافتها على أشقائها، بل تريد ألا يعبث أحد فى أوطانهم أو فى هويتهم أو ثقافتهم ..
عودة مصر القوية ستكون قوة للعروبة، وستحمى الخليج العربى من أطماع إيران وتركيا اللتين تريدان إعادة السيطرة الإقليمية على منطقتنا، وتريان أن من حقهما أن تملآ فراغ القوة العظمى (أمريكا) أو وصيفتها روسيا فى منطقتنا.
وقد شاهدنا بأعيننا الروس وهم يحتلون سوريا، بمعرفة ومساعدة إيران وتركيا أو بمشاركتهما معا، مستغلين انهيار الدولة السورية والصراع أو الحرب الطائفية، بعد أن فجروا مخاوف الطائفتين: السنية والشيعية.
عودة مصر قوية بجيشها وشعبها ومؤسساتها، سوف تلجم كل طامع فى منطقتنا وشعوبنا العربية، وسوف تكون قوة مصر بمثابة إعلان لوقف الحروب والتدخلات فى منطقتنا.
ولقد كانت صورة المصريين فى الخارج فى أيام معدودة فى منتصف مارس، إشارة وتعبيراً مشهودا لهذه القوة فى كل العواصم.
خرج المصريون ليس لانتخابهم رئيساً، لكن للتعبير عن الوحدة بين الشعب ومؤسساته فى أيام الحرب وأجواء اتساع رقعة الطامعين، وانتشار فيروسات التطرف والإرهاب، فكانوا التعبير عن القوة وعودة الروح.
أما المصريون فى الداخل، فسوف يلتقطون هذه الصورة التى سخر منها أعداء المصريين، وأعوان أعدائهم من الإخوان المسلمين، فأشبعوا السيدات كبيرات العمر اللواتى خرجن مع أبنائهن وأحفادهن ليفرحن بعودة مصر المتماسكة القوية، وقالوا كلاماً يندى له الجبين.
كيف يقللون من فيوليت أم المصريين 95 عاما، أو الفلاحة المصرية شربات اللتين خرجتا لتنتخبا مصر لتنجو من الانقسام والتشرذم المقيت؟
ماذا سيقول التاريخ عنهم؟
إنهم خونة، وليس لديهم أى عنصر من عناصر الرجولة والوطنية، فأصبحوا ألعوبة فى أيدى أعدائهم، وسوطا يجلدون به أبناء الوطن المخلصين.
إنهم نتوء لا معنى له فى جبين الوطن، سرعان ما نقتلعه، ونصحح أوضاعنا، ونتخلص من هذه السبة فى جبين الوطن.
وقوة مصر لا تتوقف مهما جرى، فسرعان ما تتحرك، وتلم أشقاءها، لأن المعركة قاسية، ولم تتوقف بعد.
عاد السودان إلى السرب العربى، وغدا ستعود ليبيا حرة ومستقلة، مثلما ستعود سوريا، وسيتحرر العراق، ويستقر اليمن، وستعلم القوى الإقليمية، أن العنصر العربى عاد قوياً وعصيا على الاحتلال أو التشرذم أو عودة الاستعمار البغيض مرة أخرى.
كانت إشارة المصريين بالخارج إلى أهلهم فى الداخل وعالمهم العربى أكثر من مؤثرة ومعبرة، وغداً وبعد أيام ستقول كلاماً آخر، وستتحرك على الأرض لتغيير الواقع فى كل ربوع مصر ومنطقتنا العربية.
ما أقوله ليس أحلام يقظة، إنما أحداث تتحرك فى كل مكان حولنا، وعلينا أن نركز أعيننا عليها، وتكون أيدينا وعقولنا معها، ونتحرك بها لنختصر الزمن الذى يعلن نصر مصر، وعودة العروبة إلى مكانها فى عالمها.

