مقالات الأهرام العربى

مئوية حكيم العرب فى مصر

لا شك أنه عند قراءة تاريخ منطقتنا فى القرن العشرين، سيذكر التاريخ بأحرف من نور شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وحكيم العرب فى هذا القرن الصعب، حيث كان وراء وحدة بلاده، ووراء تنسيق وقيام مجلس التعاون الخليجي، ووراء قيام دولة عربية مهمة فى المنطقة، كانت سندا قويًا لكل العرب، ونموذجا فريدا فى عالمها، وفى كل مكان حيث سار، والتزم أبناؤه بسياساته وحكمه، فقد حافظوا على هذه الوحدة، واتجهوا بأبصارهم ورؤاهم العميقة لإنقاذها من التيارات المتطرفة، والمتطلعة إلى السيطرة عليها وابتزاز أبنائها والاستيلاء على ثرواتهم، ومن التدخلات الخارجية فى شئونها فى كل دول المحيط بالعالم العربى.
حكمة زايد ورؤاه نجحت فى بلاده وفى المنطقة وفى الإقليم، ولذلك عندما فكرت مؤسسة «الأهرام»، أهم وأقدم وأعرق المؤسسات الصحفية فى العالم العربي، فى تنظيم مئوية الشيخ زايد، أكدت هذه المؤسسة أنها تحافظ على التقاليد العربية العريقة، منذ إنشائها حتى الآن، وتقدم كل يوم فى مصر والعالم النموذج الذى يجب أن تكون عليه المؤسسات الصحفية فى عالم اليوم، فتحية إلى مؤسسة «الأهرام»، وإلى رئيسها عبد المحسن سلامة على هذا التفكير، وتلك الرؤية الصائبة، لأن للشيخ زايد بن سلطان مآثر عربية ورؤى وحبا خاصا لمصر حافظ عليه أبناؤه، وحافظ على مؤسسات الحكم فى الإمارات، حتى إن الجميع يشهد أنه فى السنوات الأخيرة، عندما نشبت الاضطرابات فى مصر كانت الإمارات عضدًا قويًا لها، كانت معها يدا بيد وبطريقة عملية وأخوية مخلصة ومبتكرة، فى نفس الوقت سوف يتذكرها تاريخ منطقتنا، لأن الإمارات فى عهد أبناء زايد عرفت وأدركت أن قوة مصر والاحتفاظ باستقرارها وتطورها سينعكس ليس على الإمارات فقط، لكن على مجمل منطقة الشرق كله والعالم العربي، خصوصا ضد الأطماع التركية والإيرانية وغيرها.

وكانت مساهمة كل المؤسسات الصحفية المصرية فى هذا الاحتفال المهيب ممثلة فى كل هيئات الدولة الإعلامية والصحفية فى كلمات مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، وكرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، إشارة الى أن كل الإعلام المصرى وأشكاله المهنية يعترفون ويقدرون هذه الاحتفالية وبطلها زايد بن سلطان، فتحية لهم.. أما مشاركة الحكومة والدولة المصرية، برعاية الرئيس السيسى للاحتفال، ومشاركة رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى بكلمة راقية شاملة عكست مكانة الشيخ زايد فى قلوب المصريين، وكنا معه جميعا عندما قال إن زايد ما زال حيا معنا، لأن العظماء لا يموتون، وزايد واحد من عظماء العرب، وقادتهم، فريد فى سلوكه وعميق فى سياساته، وحكيم فى رؤاه ومعبر عن شخصية العروبى الحق.

تحيه للحكومة المصرية، فقد كانت مشاركتها فى احتفال «الأهرام» راقية مقدرة قيمة الرجل، الذى دخل تاريخ العرب من أبواب واسعة، وقف ودولته على قدم ثابتة، أصبحت نموذجًا فى عالمها فيما الدنيا تتغير من حولها، وتتقدم والإمارات وأبناء زايد فى طليعة الذين يقودون العرب الآن للتغيير والتقدم، بل الإنقاذ، وأن يكونوا جزءا من عالمهم يحمون العروبة والعرب وبلدانهم من الانهيار والتفكك والضياع فى عالم لا يرحم الضعفاء والمتهادنين.

كل إماراتى وكل مصرى بل كل عربى فى كل مكان، بل كل إنسان فى عالمنا المعاصر، يشير إلى سياسات دولة الإمارات، ويتطلع إلى حكمة زايد المستمرة، والتى تعيش بيننا الآن، وتلك ليست لبنة مائة سنة ماضية، لكنها رؤية مائة سنة مقبلة للإمارات وللعرب.

تحية إلى الرجل الذى دخل ببلاده إلى مجالات التقدم، وحافظ على بلاده من كل الثورات والمخاوف التى أكلت، بل أضعفت الكثير منها بلاد العرب، وفككت أوصال كثير من دول عريقة وغنية، لكنها رؤية بطل هو زايد الذى أنقذ بلاده والخليج، وتطلع لإنقاذ كل العرب، ولذلك وجب علينا اليوم أن نضعه فى مصاف القادة الذين صنعوا العالم، وحافظوا عليه، وعلى تقدمه من الحروب والانهيارات، وأصبح مثل مانديلا فى إفريقيا والسادات صانع السلام فى الشرق الأوسط وفى منطقته والعالم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى