مقالات الأهرام اليومى

مبارك في موسكو‏..‏ المشهد السياسي والاقتصادي

الرئيس حسني مبارك في موسكو‏..‏ مشهد سياسي له معان ودلالات بارزة‏,‏ حيث جاء في توقيت دقيق في لحظة تبادل وتغيير في الخريطة السياسية لروسيا‏.‏ إذ يصعد رئيس جديد الي سدة الحكم‏,‏ ويتغير موقع الرئيس الحالي مع استمرار دوره وتأثيره‏.‏

مابين الرئيسين بوتين الحالي وميدفيديف المستقبلي يحدث تغيير في المواقع‏,‏ مع استمرار السياسات‏..‏ ووجود الرئيس مبارك في هذه اللحظة الدقيقة يعكس المكانة والدور الذي تلعبه مصر علي الصعيدين السياسي والاقتصادي في عالمنا المعاصر‏.‏

وعلينا أن نقر بأن روسيا اليوم تختلف عن الاتحاد السوفيتي القوة العظمي السابقة‏..‏ فهي وريثته حقا في عالم مليء بالمتغيرات والتطورات‏.‏ وقد استطاعت في السنوات الأخيرة‏,‏ خاصة في عهد بوتين‏,‏ أن تثبت جدارتها في خلافة هذه القوة القديمة والمتجددة الآن‏.‏ فلقد أصبحت لروسيا كلمتها وتأثيرها في كل القضايا المؤثرة في صياغة العلاقات الدولية‏.‏ حيث تستعد لاستقبال مؤتمر دولي جديد للقضية الفلسطينية‏

كما استعادت مكانتها الصناعية ذات الثقل الاقتصادي والعسكري بتطوير وتحديث بلادها واستعادة قدراتها وعافيتها التكنولوجية‏,‏ كما لايخفي ثقلها العالمي في مجال الطاقة النووية‏.‏ وها هما الرئيسان المصري والروسي يشهدان توقيع اتفاقية للتعاون بين البلدين في الاستخدام السلمي للطاقة النووية‏.‏

إن مشاركة روسيا في لحظة التغيير السياسي والوجود بين الرئيسين لتهنئة الرئيس القادم والتفاعل السياسي مع صيغة الحكم الجديد لتلك الدولة المؤثرة في محيطها وعالمها‏,‏ لتؤكد قوة الدور والفاعلية والتأثير في السياسات العالمية وتوجيها في المسارات التي تحافظ علي مصالحنا وتسير مع توجهاتنا لتحقيق السلم والاستقرار لمنطقتنا التي تموج بالصراعات وتأخذها قوي التطرف في صياغة القرار العالمي‏.‏

إن مصر صاحبة المكانة والدور الذي يلعبه الرئيس مبارك علي المسرح السياسي الدولي تثبت قدرتنا ومكانتنا وفعاليتنا مع كل زيارة يقوم بها رئيسها للخارج‏.‏ ولذلك فقد اهتمت كل الدوائر السياسية بمغزي الزيارة وتوقيتها وتأثيرها علي قرارات سياسية كثيرة تؤثر في مستقبل المنطقة والعالم‏.‏

ويعد لقاء القمة بين القاهرة وموسكو ضرورة سياسية ملحة ومهمة في ذلك الظرف الدولي الخطير الذي يعيشه الشرق الأوسط‏,‏ فيما يختص بكل القضايا‏,‏ سواء حول فلسطين أو العراق أو الملف النووي الإيراني‏,‏ وقضاياه الأخري في ملفات لبنان وسوريا‏.‏

أما علي صعيد العلاقات الثنائية‏..‏ فتجيء زيارة الرئيس مبارك الخامسة لروسيا‏,‏ منذ زيارته الأولي في عام‏1990,‏ تعبيرا عن قدرته علي متابعة سياسته الرامية إلي تقوية العلاقات وتنميتها‏,‏ من أجل الحفاظ علي دفء وصداقة قديمة بين مصر وروسيا‏

وتعميق العلاقات والتبادل الاقتصادي الذي يزداد في المجالات التجارية والسياحية‏,‏ والذي وجه هذه الزيارة نحو مجال آخر أكثر تأثيرا باللقاء الذي عقده الرئيس مبارك مع المستثمرين والشركات الروسية الكبري لجذبهم إلي مصر لإقامة منطقة صناعية روسية ببرج العرب تكون شاهدا علي عصر جديد من المتغيرات والنمو والعلاقات الجيدة مع روسيا المتغيرة والمتطورة‏,‏ والتي تسير بخطوات حثيثة نحو التقدم لتستعيد مكانتها التي خلت‏,‏ ومازالت تنتظرها‏,‏ لتعود لمربع القوي العظمي في عالمها‏.‏

osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى