عقب حادث الأقصر زيارة الشيخ زايد لمصر ومتحف النوبة بأسوان وتعاطف العرب مع المصريين

تكشف الأزمات والصعوبات معادن الرجال والشعوب، وقدرتهم على الحركة والمواجهة ـ وكانت محنة الاعتداء الآثم على السائحين فى الزقصر ـ امتحانا صعبا للرئيس مبارك وللشعب المصرى الصابر والمثابر… بالرغم من عمق الألم والكارثة التى باغتت الرئيس والمصريين، فالحادث الذى انتزع أو كاد فى ساعات قليلة ـ مجهود سنوات طوال من العمل الجاد فى الإصلاح الاقتصادى وإقامة البنية الأساسية، وتطوير المرافق وإنشاء المدن والقرى والمطارات السياحية، كل ذلك هدده الحادث..
ومع حزننا الأليم على الضحايا الأبرياء ودمائهم الزكية التى فرشت وادى الملوك والملكات بالأقصر كشاهد على بشاعة الإرهابيين..
تحرك الرئيس مبارك وواجه العالم على أرض صلبة.. وكان بعد ساعات قليلة فى مكان الحادث يحقق بنفسه وعلى الطبيعة، ويتخذ قرارات سريعة لمواجهة الأخطاء ومعاقبة الإهمال، مؤكدا قدرة مصر على حماية السائحين والدفاع عن اقتصادها، ومحذرا فى الوقت نفسه من خطر الإرهاب القادم من خارج الحدود، الذى يجد دعما فى الغرب، خاصة فى بريطانيا..
حركة الرئيس ومشاركته شعب الأقصر والشعب المصرى… ككل الحزن والألم.. كان لها تأثيرها الفعال، وزادت من مكانته ومحبته التى غرسها إخلاصه وحبه لعمله وتفانيه من أجل مواطنيه وشعوب المنطقة العربية.. وهو ماجعل الكل يتحلقون حوله.. وهم يسمعونه يعبر عن أسفه لشعوب العالم عن الحادث، ويواسى أسر الضحايا، ويعلن بصراحة إصرار مصر على مواجهة الإرهاب والتطرف، ويطلب التعاون الدولى فى مواجهة هذا الخطر الذى يهدد الجميع، و فى مقدمتهم من يحمون الإرهابيين ويمنحونهم جوازات السفر، وحق اللجوء السياسى، ويفتحون أمامهم العواصم الأوروبية والأمريكية.. لكى يقيموا فيها نقاط ارتكاز ينطلقون منها لممارسة جرائمهم فى حق الآمنين.
وكأنما القدر أراد أن يكافىء الرئيس مبارك عن إخلاصه وحبه لبلاده، ويواسيه فى هذا الحادث.. فكانت ترتيبات افتتاح متحف النوبة العالمى فى أسوان، التى كانت معدة قبل هذا الحادث بفترة طويلة.. ليشهد العالم والمصريون.. رئيسهم وهو يعمل للمستقبل، ويشيد المتاحف، ومن خلفها المصانع والمزارع والفنادق.. ليحمى الحاضر ويضمن المستقبل لأبنائنا.. فى الوقت الذى توجه إليه السهام من الخلف لتخطف ثمار العمل والجدية..
ويتواصل الدعم والتعاطف، ولعل الشعور العربى العام بالأزمة التى تعرضت لها مصر والتى عكسها الإعلام العربى، جعلنا نشعر بأننا أمة واحدة فعلا، وأزماتنا وأفراحنا تنعكس على الجميع.. ونضيف إلى كل ذلك باعتزاز. زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رئيس دولة الإمارات ـ لمصر الآن، ولقاءه مع صديقه وشقيقه الرئيس حسنى مبارك، التى عكست فى هذا الوقت بالذات مشاعر العرب جميعا تجاه مصر.
فالشيخ زايد له وضع متميز ومحبة خاصة لدى الرئيس مبارك ولدى المصريين جميعا.. لمواقفه العديدة، ودوره فى بناء دولة الإمارات، والتى جعل منها لؤلؤة الخليج ودرة العرب، ومكانته العربية التى جعلته حكيم العرب، وصاحب الفكر المنتظر وقت الأزمة، ورجل الشدائد، تزامن كل ذلك مع هذا الحادث الذى خيم على مصر، فقلت إنه من لطف الأقدار، وما جعلنى أشعر فى داخلى بأن الله مع المجتهدين والعاملين، وأنه لن يتخلى عنهم أبدا، وسيلهمهم القدرة على الخروج من الأزمات والمحن، برغم صعوباتها وشدتها، فالإصرار والجدية يصنعان المعجزات.

