مقالات الأهرام العربى

عالم الغرفة الواحدة

عالم الصحافة في عصرنا الراهن يموج بمتغيرات لا تتوقف، وتتداخل في صياغتها كل التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، التي يموج بها عالمنا، وتتداخل معها التكنولوجيا في عصر الإعلام والفضائيات الذي نعيشه، حيث أصبح الاختيار وسط كم التدفق الإعلامي ـ هو أصعب ما يواجه الصحف والمطبوعات ككل ـ وتواجه المجلات صعوبات أكبر فهي مطالبة بأن تهضم المعلومات والصحف اليومية، والمحطات الفضائية، وتقوم بتقديم وجبة جديدة لتجعل قارءها يبحث عنها باستمرار.. وللحفاظ علي التجدد.. عادة ما تلهث وراء رغبات القاريء.. وهنا من الممكن أن تقع فريسة لرغبات مكبوتة.. فتصبح الشائعات والإثارة والجنس مادة قد تلقي قبولا مؤقتا.. سرعان ما يمجه القاريء الواعي..

وللخروج من كل هذه الأزمات.. علينا أن نضع أمام أنفسنا نهجا ونظاما للعمل.. يحترم الجدية والعمل المنظم والفكر الخلاق لاكتساب صداقة القاريء بعيدا عن تملقه.. وكان منهجنا منذ صدور العدد الأول أن نعمل بروح الفريق.. عملا مستمرا، ونختار أبرز الكتاب والمفكرين والصحفيين في العالم العربي بلا تفرقة أوتحيز لكاتب، نرفض التعصب للقطرية.. ووننحاز لكل ما هو عربي فكرا ومادة وأسلوبا..

ولتحقيق هذه الرغبة كونا فريقا من الصحفيين والمراسلين قدمناهم جميعا في العدد السنوي.. إلا أننا نسينا وسط الزحام أن نحتفي بالجنود المجهولين الذين يحررون الموضوعات والأخبار الخارجية، التي تضخها وكالات الأنباء والميديا العالمية علي اختلاف أشكالها حيث يقدمون لنا نجوم العالم في السياسة والفن والاقتصاد والثقافة، وفي عالم تحكمه عقلية الغرفة الواحدة.. أصبح القاريء يهتم بأخبار كلينتون قدر أهتمامه بالنجم ليوناردو دي كابريو.. ومثلما أدمن الناس في كل أنحاء العالم متابعة تفاصيل حياة وموت الأميرة ديانا.. أستحوذ فيلم تيتانيك ونجمته كيت وينسليت علي خيال المشاهدين.. حيث جذبت أخبار السفينة الغارقة في بداية القرن العشرين اهتمام الناس والقراء في نهاية القرن وكأن الحدث كان بالأمس.. وهكذا ذكرت السفينة ذات الخيلاء في عصرها ـ العالم الجديد بالخوف والتوجس تجاه كل المكابرين وأصحاب نظريات الإستعلاء والتعالي في عالم.. تتغير فيه الأفكار والمعتقدات.. كما تتطور ـ أو إذا رعاينا الدقة ـ تنقلب وتنسلخ الأدوات والتكنولوجيا من السيارة إلي الكمبيوتر إلي الطائرات ووسائل الإتصال والمعلومات..التي جعلت الإنسان المعاصر يعيش عالما مختلفا.. وحققت حلم أن يعيش الجميع معا..ليس في قرية أو مدينة واحدة ولكن في غرفة مشتركة.. وبالرغم من كل هذا التقدم.. لم نستطع أن نهزم ما يشعر به الإنسان في داخله من الوحدة والإغتراب.

نعود إلي »الأهرام العربي« ونقدم لقارءنا العزيز فريق العمل في القسم الخارجي الذي نتوقع لأفراده الشباب أن يكونوا نجوم الغد وستكون اسماؤهم لامعة وتحت الضوء بقدر ما ينجزونه من عمل يومي دؤوب يلاحق الأحداث.. إذ أن الفريق لعب مجهودا كبيرا في تدريبه وتأسيسه الزملاء الدكتور حسن وجيه حسن والأستاذ الصحفي مجدي بكير زميل الجامعة الذي تطوع لتدريب عدد منهم في الأعداد الأولي لصدور المجلة.. والزميل عامر سلطان ـ المحرر بالقسم الخارجي بالأهرام ـ والذي تحمل العبء الأكبر في تدريب فريق الشباب علي متابعة وملاحقة الخبر والتقرير بالصحف والمجلات والوكالات والمحطات الفضائية العالمية.. وصولا إلي الشاب الدؤب والصحفي المتمكن محمد أيمن المصري الذي يقود هذا الفريق، ولا تكل عينه وعقله في ملاحقة الأحداث.. ثم متابعة الشباب وهم يكتبون تقاريرهم ومتابعاتهم.. بحبهم ورعايتهم جميعا..

تذكروا هذه الأسماء فهم النجوم القادمون.. هاني بدر الدين، وميرفت فهد، وريم عزمي، ورشا عامر، وزينب أبو المجد ومايسة جابر ومحمد عيسي ونيفين أبو المعاطي ونجوي عبدالله، وهند المصري، وإيمان الخضري..مع حبي لهم جميعا، وتمنياتي لهم بالتوفيق.. والعمل المستمر في خدمة قارئنا الذي هو أغلي شيء لدينا ومبعث اعتزازنا.. وثقته هي وقود عملنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى