ما بعد 2011

القضية المركزية والجمهورية الجديدة

بقلم : أسامة سرايا

لم أر مصر والمصريين – سواء عبر حياتي او قراءاتي.. مشتتين وضائعين وخائفين كما اراهم الان! صحيح.. ان تاريخنا ملئ بالقسوة والصعوبات والتحديات.. فالمصريون احتلوا من معظم الامبراطوريات التي ظهرت في عالمنا المعاصر.. او في تاريخنا.. ولكن الحضارة المصرية القديمة ظلت شامخة.. ومغذية للزمن
وباقية وشاهدة علي مكانتهم ورسوخهم في عالمهم.. واستطاع المصريون المزج بينها وبين الحضارات التي ظهرت بعد ذلك.. وخاصة الحضارة الاسلامية .. والعربية- وامتزجت الروح المصرية بالاسلامية والعربية حتي اصبحت مصر معبرة عنها بل متحدثة باسمها.. فمصر بخير واسلامها بخير..
فمصر لا تنقصها المصرية ولا ينقصها التدين ولاتنقصها الصلوات . ولا تتكلم الا العربية! ولكن مصر والمصريين علي ابواب مرحلة جديدة في حياتهم وتاريخهم.. يذهبون الي جمهورية جديدة تماماً هي في طور التشكل والتكوين.. حتي لانتوه.. فهي ليست جديدة تماماً.. ولكنها تنبصق من رحم الجمهورية الاولي الكبري.
«نجيب وناصر والسادات ومبارك ..» تلك الجمهورية واجهت تحديات وصعوبات جمة.. بل واجهت الاحتلال الامريكي الاسرائيلي وانتصرت عليه في عام 973 .
وخرجت شبه منتصرة.. كل اراضيها.. تحت السيادة الوطنية « حتي طابا وحلايب وشلاتين ».. كل الاراضي لايطأها جندى احتلال وليس في مصر قواعد عسكرية علي كل البحار والشواطئ.. «الابيض والاحمر » .. المصريون اليوم مثل المصريون في الماضي.. كما ان مصر اليوم..
ليست مثل مصر الماضي.. صحيح ان المصريين فقراء.. ولكن مصر ليست فقيرة.. ..قد دخلنا معركة تكسير عظام مع بقايا المتسلطين وقوة الاحتلال
القديم- تجمعوا علينا عبر تركيا في عودة العثمانية الجديدة.. وبعض المتسلطين والمستقويين بالاموال البترولية عبر قطر.. وقوة الاستعمار القديم )الامريكي الاسرائلي بل الاوروبي( مستخدمين طابوراً خامساً.. باع نفسه للاجنبي بأي ثمن لكي يحكم مصر..حتي استخدم الاسلام.. وصعدوا علي اكتاف البسطاء والمتأمرين معاً.. الذين اجتموع معاً.. وكونوا جمهورية مريضة وفاشلة لم تستطع ان تعيش الا عاماً او بضعة اعوام.. منذ سقوط الجمهورية الاولي )لاسباب عديدة وصعبة .من حيث الشرح والتأويل(. لكن اليوم- نعود الي جمهورية جديدة فلنقل جمهورية ثالثة قوية متحدية علي.. كل الاصعدة محلياً واقليمياً وعالمياً.. ترفض وصاية من اية قوة علي قرارها الوطني.. وعلي اختيارها وعلي سيادتها الوطنية.. ) لن تقبل وصاية اقليمية سواء من تركيا التي استولت علي القرار العربي في عدة اقطار عربية كتونس وقطر(.
او القوة الايرانية المتسلطة التي استولت علي القرار والسلطة في عدة اقطار عربية «لبنان العراق سوريا » وتحاول في اليمن والبحرين وباقي دول الخليج العربي. مصر ستدخل لعالمها للدفاع عن وطنها واقليمها وقرارها وشعبها.. لن تهتز امام التحديات وعنوان انتصارها.. ان الشعب كشف المتآمرين والعملاء.. والمتاجرين بالدين.. والمتاجرين بالاسلام.. نعرف ان القضية المركزية. ولن نتوه عنها.. هناك قضايا عديدة ومركزية موروثة في تاريخنا اهمها قضية عروبة الشعب الفلسطيني والقدس.
ولكننا نعرف ان هناك قضية مركزية كبري لاتخطأها العين او العيون.. مصر لن تقبل ان تكون دولة غنية وشعبها فقير.. مصر ستدخل بكل عنف وقوة لهزيمة فقر المصريين وليست عملية سهلة او بسيطة ولكنها ليست عصية علي المنال في الواقع..
مصر التي لاينقصها التدين فهي اصبحت لاتعيش علي الايدلوجيا حتي ولو تخفت تحت اسم يحبه المصريون وهو الناصرية فالشعبوية. قضية وهمية.
سوف ندخل في القضية المركزية الجديدة بكل قوة هي تخفيف حدة الفقر ومنابعه عبر اركانها الخمسة.. – تجديد التعليم لكل الراغبين.. – تخفيف حدة البيروقراطية.
– محاربة الفساد
– جذب الاستثمارات الخارجية
– منظومة قانونية مستقلة وحديثة..
مصر تدخل الجمهورية الجديدة بوعي مطلق. نحو الحكم الرشيد ونحو التوافق الاجتماعي والي زمن الاستقرار والعمل الجماعي المنظم..منهية عصر من خلط غير صحي بين السياسة والدين.. ومنهية عصراً من البحث في الشعارات والاوهام الايدلوجية والشعبوية التي افلست واوصلت دولا وشعوباً الي حالات الافلاس والتفكك والضياع.. ترقبوا الجمهورية المصرية الثالثة أسامة سرايا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى