مقالات الأهرام اليومى

رفقا بالعراقيين

لن يظل عالقا في الذهن العربي أي يوم آخر مثلما هو يوم‏9‏ أبريل لحظة سقوط بغداد في أيدي الغزاة بدون مقاومة حتي ولو رمزية‏,‏ من القطط السمان التي رباها صدام حسين علي حساب شعبه بل علي حساب وطنه ماضيا ومستقبلا

هذا السقوط المذهل لم يكن سقوطا لعاصمة تاريخية بل انهيار لنظام ورقي او ظاهرة بالونية عبثية‏,‏ استمدت قوتها من الصوت العالي والشعارات الجوفاء‏,‏ والتطرف في القضايا القومية والوطنية والشرف سيظل عالقا ايضا ليس سقوط تماثيل وجداريات صدام حسين‏,‏ التي وصلت ببغداد ومدن العراق الاخري الي ما يتجاور‏3‏ آلاف تمثال وجدارية غير ملايين من صور وتماثيل في المدارس والجامعات والشوارع والمؤسسات عامة وخاصة بل في كل بيت ـ ليس حبا بل خوف هذه الصور والتماثيل‏..‏ كانت فرصة للمحاكمة التاريخية‏,‏ التي لم يكن الشعب قادرا عليها في حكمة‏..‏ ليتذكر الحاكم أنه إذا لم يكن شعبه قادرا علي محاكمته اليوم فسيحاكمه غدا وبعد غد‏..‏ اما عمليات السلب والنهب والفوضي للمؤسسات العامة‏,.‏ فهي الاخري كانت وجها قبيحا ليس للشعب‏,‏ ولكن للديكتاتورية القمعية‏,..‏ التي افقرت أغني شعوب الارض وحرمته سنوات طويلة بالحروب والاخطاء السياسية الفادحة والقاتلة والحصار‏,‏ ورغم حرمان الشعب‏..‏ فلم يكن ممكنا حرمان السلطة واصحابها من كل عناصر الترف والرفاهية والقصور‏,‏ ولذا وجبت معاقبتها‏,..‏ ولم يكن ممكنا حتي لسلطة الاحتلال الاجنبي‏..‏ وقف هذا السلب والنهب ومحاكمة الجماهير لنظامها القمعي‏..‏ وإلا انقلبت الجماهير عليها‏..‏ وهي بالفعل تتوجس منها خيفة وتنتظر القمع والقتل‏,‏ لان خوفها جعلها لاتنتظر الخير من‏..‏ سلطة اجنبية لانها لم تحصل عليه من سلطة وطنية‏..‏ هذه صور لايمكن ان تمحي من ذاكرة اي عربي معاصر‏..‏ لانها تعبير عن سقوط ليس عصرا بل عصور من الجبروت‏..‏ والخداع والكذب والوهم وانكشاف الحقيقة‏..‏ وخروج انني لااشفق علي كل انسان عاصر هذه الاحداث فقط‏..‏ بل علي كل ذهن اوعقل راقبها وفهم معانيها ومغزاها‏,‏ فهي‏..‏ فهما فوق التصور‏..,‏ وتحمل معني دعاء قرآنيا ربنا لاتحملنا ما لاطاقة لنا به‏..‏ لما جري من المصائب الكبري‏..‏ لذا فانه سيكون صعبا علي الغزاة الامريكيين والبريطانيين والذين ساهموا في تحقيق هذا الانفجار الكبير ان يفهموا‏..‏ ان مايحدث يتم رغم المعرفة بقسوة الاحتلال ورفضة من العقل العراقي العربي العام والخاص وانه ليس ترحيبا بالمحتل الغازي‏..‏ ولكنه واقع مرير يدعو للألم والحسرة‏.‏ لذا فيجب ان يكون مفهومنا ان مشاكل الاحتلال والغزو ستبدأ‏..‏ في اليوم التالي‏,‏ لادراك العراقي انه تخلص من قسوة وجبروت الديكتاتورية وقهرها‏,‏

والخوف من انقلابه التالي فسيكون مدمرا‏.‏ فرفقا بالعراقيين ايها السياسيون والمعارضون‏..‏ والمتعارضون والطامعون والمقامرون وسماسرة شركات السلاح والنفط والمقاولات بل المتفرجون علي هذه الدراما الانسانية المبكية الحية فهل من وقفة عقل وحكمة للقوي المتحكمة والمحتلة حتي لاتنهار كل القيم وتسود الصراعات في عالمنا وتدخل في دوامة العنف الذي لايتوقف ويجب ان تكون هناك وقفه عقل وحكمة وإشفاق علي شعب كريم عريق وطيب ولكنه وقع فريسة لطغاة الداخل والخارج معا بلاشفقة اورحمة‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى