كارثة ستؤرقنا فى قبورنا!

بقلم : أسامة سرايا
رغم ان كل عربي مشغول ببلاده ونفسه .. ونحن مصر مشغولون بحرب إرهابية قاسية لاتهدد المصريين وحدهم .. بل تهدد بناء دولتهم وكيانهم السياسي الممتد عبر التاريخ .. كدولة وشعب باني بل مؤسس للحضارة الانسانية منذ فجر التاريخ.. وبالرغم من كل ذلك فإن اكبر مأساة نعيشها وسيلاحقنا عارها
ومآسيها .. ستلاحقنا عبر كل مراحل حياتنا الراهنة بل المستقبلية .. هي الازمة والكارثة السورية المفزعة. تلك الكارثة ومآسيها وضحاياها تدخل عامها الرابع .. وهي اكثر دموية ربما اكثر مما بدأت..!
لم يكن التاريخ السوري هادئاً منذ استقلال تلك البلاد في عام 1946 ولكن ما نشهده الان لم يحدث سوريا او عربيا.. رغم ان كوارث وصراعات ومآسى العرب كثيرة! ولكن ما يحدث في سوريا من مجازر وقتل وتشريد وتهجير لم يحدث من قبل! .. واذ كنا نتذكر كارثة فلسطين في عام 1948 .. تشريد شعبها
وتهجيرهم وقتلهم علي ايدى الاسرائيليين وجحافلهم القادمة من شتي بقاع الدنيا لتقتل العرب والفلسطينيين وتستولي علي اراضيهم وتفرض علي شعبها الهجرة القصرية في كل بقاع الدنيا.
فإن ما يحدث في سوريا اليوم يتفوق ويفوق ما حدث في اي مكان اخر. هذا القتل الدموي والطائفي المريع .. قسم العرب .. وقسم المسلمين.. بين سنة وشيعة. .. كما أن سوريا لم يعد بلدا والسلطة لم تعد سلطة.. والسياسيون يحللون .. عن ان الصراع بين عبيد والاسياد.. بينما السوريون مهاجرون يتسولون في كل بلاد المسلمين .. والاطفال يقتلون.
والنساء يذبحون. والرجال تكسروا.. ويموتون.. والعرب يحللون .. وينتظرون حلاً سياسياً سواء في جينف او جينف 2 .. هذا الصراع المقيت .. اصبح بلاحل.. وازمة لاتنتهي.. والسوريون .. لا يجدون من يحنوا عليهم .. حتي المنظمات الاغاثية .. والمنظمات الانسانية تقف عاجزة عن انقاذ السوريون.. الحرب المفتوحة. والطائفية اللعينة تتحكم في كل شئ في سوريا.. الكل يقاتل الكل .. والكل.. يعرف انه اذا لم يقتل سوف يقتل. تلك الحلقة المفرغة لاتجد من يفهمها.. لا الابراهيمي. والا العربي. ولا مسؤولون العرب. ولاحكام. ولا الامم المتحدة .. انه صراع لاينتهي .. واذا انتهي سوف يكون القاتل قتيلا.. والارض
تنزف . والاطفال يفزعون.. ويهرعون الي صدر غير موجود .. بل الي مقابر مفتوحة بلا حدود .. ..البعض يتحدث عن المؤامرة.. والاخرون يتحدثون عن الحروب..
وسوريا عرفت الحروب مع اسرائيل في 48 و 67 و 1973 ولكن مايحدث الآن ليس حرباً .. بل هي حرب الحروب.. حرب الطوائف .. بل حرب إقليمية.. بل حرب الأمم.. ليست حروب الدول.. وليست حروب المخابرات. وليست حروب الطوائف والأحزاب والعصابات والجماعات.. بل هي حرب كل هؤلاء.. ليست حروب الإنسان.. بل حروب الشيطان .. بل هي حرب كل الشياطين.. يستخدمون فيها أحزاب الله . وجماعات إسلامية وما هي بإسلامية بل هي جاهلية كاملة من كل بقاع العالم .. من النصرة إلي داعش إلي الإخوان.. جماعات لا تنتهي…… وبلا نهاية.
هذه الحرب المجنونة.. يجب أن تتوقف.. ليس من أجل سوريا.. وليس من أجل السوريين.. ولكن من أجل الإنسانية.. أو ما تبقي للإنسان من إنسانية.. قبل أن يتحول إلي حيوان .. آسف للحيوان … فالحيوانات لا تقتل بلا تفكير.. فالحيوانات.. تخاف من أنهار الدماء.. فالحيوانات تبكي الأطفال.. وهؤلاء يقتلون
ولا يبكون.. والعالم كله.. فقد إنسانيته.. وضاعت أخلاقياته وانهارت قيمه… .. يجب أن تتوقف الحرب. من أجل ما تبقي من السوريين.. من أجل أن نحافظ ما تبقي لنا من دم. ومن روح إنسانية.. تعاملوا ليس مع النظام السورى .. بل تعاملوا مع الشيطان .. إن كان هناك ملاك – ولكنهم كلهم شياطين.. حتي تتوقف الحرب. ويتوقف القتل الدموي والمجازر والمهاجرين الضائعون المشتتون في كل البقاع.
توقفوا حتي لا تسقطون جميعا.. سوف تدفعون جميعاً ثمناً فادحاً.. من قاتل.. ومن قتل ومن بكي ومن شارك.. ومن شاهد ولم يفعل شيئاً.
لتلك الكارثة المفزعة التي ستؤرقنا حتي في قبورنا.

