معنى ودلالات: 25 يناير 2014

بقلم : أسامة سرايا
بلغ تحفظ الفريق اول عبدالفتاح السيسي في اتخاذ قراره بالترشح لمنصب رئيس الجمهورية- الي انتظار نتيجة الاستفتاء والي انتظار يوم 25 يناير 2014.
وقد جاء اليومان تأكيداً. علي ثقة المواطن في ترشيحه بل ودعوته.. للترشيح.. ولم يعد
امام السيسي الا الاستجابة للشعب كما وعد بقوله: إنه لا يستطيع ان يعطي ظهره للمصريين.
فقد كان يوم أمس 25 يناير 2014 حاشداً ومميزاً.. قبل ايام الخروج المتتالية التي اعقبت صعود الاخوان المتأسلمين الي سدة الحكم في مصر.
خاصة عقب اندلاع ثورة 30 يونيو 2013.
ثم خروج الاخر في 3 يوليو عقب دعوة الفريق السيسي لتفويضه لحرب الارهاب. فقد كان خروج الامس. 25 يناير 2014.
ذوي دلالات ومغازي متعددة. ابرزها ان المصريين وجدوا ضالتهم التي يبحثون عنها. وانهم وجدوا الزعيم الذي يبحثون عنه.. وانهم يتطلعون الي القائد الذي ينتشلهم من وهدة الفشل والمخاوف.. القائد الذي حصل عليه المصريين امس ليس هو الذي حمي ثورتهم ضد الاخوان فقط.. وليس هو القائد الذي وحد مؤسسات الدولة (القضاء والجيش والشرطة مع الشعب) ضد الارهاب فقط .. بل اصبح من امس 25 يناير 2014 هذا القائد الذي يتطلعون اليه لاعادة بناء. وتحقيق تطلعات الشعب بالمستقبل..
بالامس اعلن المصريين. انهم يتطلعون للاستقرار مع السيسي.. يتطلعون اليه لاستكمال ثورتهم في الحفاظ علي التعددية مع نبذ التيارات المتطرفة والمتأسلمة.
بالامس اعلن المصريون رغبتهم في تغيير السياسة.. والحفاظ علي الدستور الذي ذهب لاعتماده اكثر من ثلث المصريون المقيدون في جداول الانتخابات بنسبة وصلت 89%.
بالامس اكد المصريون رفضهم لتغيير هوية مصر الاسلامية المتسامحة والوسطية..
كما اكدوا رفضهم للاسلام المتشدد والمتطرف.
اكدوا الحفاظ علي ثقافة نجيب محفوظ لا ثقافة سيد قطب ..
كانت فرحت المصريين بالاحتفالات المبهجة وبالموسيقى والاناشيد .. دلالة لا تخطئها عين ان المصريين هزموا الثقافة الخشنة والغليظة . وانهم عادوا الي سماحة الوطن وبهجتة.. عادوا الي ثقافة البهجة والابتسامات. ثقافة مصر ومسرحها.. وتفوقها علي عالم السنيما والدراما .. ولابداع والفنون المتعددة .. عادت بقوة .
المرأة والفتاة المصرية كانت في مقدمة الاحتفالات .. معلنة رفضها لثقافة عودتها الي المنزل. مدركة معني الاسلام الصحيح .. بدون تشدق المتطرفين . واعوانهم من انصار التيارات المتأسلمة التي تحجب المرأة وتمنعها من ممارسة دورها. وتمتعها بمكانتها.
كان يوم امس 25 يناير 2014 معني عودة مصر الي دورها العربي والاقليمي .. لا بوصاية تركية او ايرانية او وساطة قطر او دور حمساوي رخيص ومتبذل. بل بدعم خليجي سعودي اماراتي كويتي بلا تدخل في الشأن المصري الداخلي بل باحترام تاريحي لدورها ومكانتها.
مصر اعلنت بالامس انها ليست ضد التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي او الصين او روسيا بلا تدخل.. في الشئون الداخلية لبلادنا..
مصر نجحت امس في اعلان استقلالها وتأكيد.. بقوة وبحسم الدولة المصرية القديمة تمارس دورها لصالح الانسان المصري البسيط المتسامح. المتدين بلاتطرف اوتشنج او متاجرة رخيصة بالدين مصر اعلنت وحدتها . وتمسكها بتعاون اسلامي مسيحي وتماسك طرفي المعادلة المصرية تحت سياج المواطنة والقانون المصري بلاتمييز ديني او جنسي او طائفي او عرفي .. دولة حديثة. متماسكة مؤسساتها متعاونة لا متنافرة متنافسة لا متناحرة . تستطيع ان تقول إن امس كان امتحانا قاسيا ونهاية سلسلة مريرة من الاختبارات وبداية مرحلة جديدة.. لن تكون سهلة أو بسيطة ولكنها ستكون واضحة الرؤية تحت قيادة منتخبة اختارها الوطن بعد اختيارات قاسية.. مع معرفة دقيقة من وقف مع الشعب ومن وقف ضده في الداخل والخارج معاً وبعد سلسلة متتالية من الخسائر والمعاناة في الموارد والارواح..
ولكن يبدو ان التغيير وتعلم الشعب ليس عملية سهلة ولكنها معقدة ومريرة ومكلفة .

