ما بعد 2011

أيام مصر..

بقلم : أسامة سرايا

انتهي سباق الشرعيات إلي أن يرسو يومي 14 و 15 يناير أن يصوت المصريون بكثافة لدستور 2014 ليسقط دستور 2012 الذي كتبه الإخوان المتأسلمون بحكم الغلبة.. في الانتخابات.. لم يراعوا فيما كتبوه هوية مصر التي تعارفنا عليها الإسلامية الوسطية، ولم يحترموا المرأة المصرية.. وتجاوزوا شركاءنا في
الوطن من المسيحيين.
دستور جديد امتحنت فيه إرادة المصريين من جديد.. فكشفوا أنهم مازالوا يحترمون هويتهم.. بل يقدرون الدساتير السابقة في عهد أسرة محمد علي وقيام الدولة الحديثة، ويعرفون قدر وقيمة وقدرة جمهورية يوليو 1952 وثورتها المجيدة، التي جذرت قيم المتحضر والمعاصرة والوسطية بين المصريين، ونبذت التطرف
والغلو الديني، ورفضت المتاجرة بالأديان والتمييز بين المصريين سواء بحكم الجنس أو الدين.
وإن مايحدث في مصر عملية تراكمية للتطور والإصلاح والنمو المستمر رغم الأزمات والنكبات العثرات والهزائم والانتصارات أى مسيرة مستمرة.. مصر التي انسلخت عن روحها وقيمها ما يقرب من عامين ونصف أو أكثر.. عادت إلي روحها وقيمها من جديد.
عندما خرج المصريون يومي 30 يونيو و 3 يوليو من 2013 لرفض الحكم الإخواني كان امتحاناً قاسياً نجحت فيه الإرادة الوطنية في الفوز، ولكن ظل الانتصار معلقا بين السماء والأرض انتظاراً لتوثيقه من الشعب.
كان الخروج المصري والتصويت الكثيف الذي وصل إلي شبه الإجماع بمثابة امتحان واختبار وانتصار لإرادة المصريين كانت أيام مصر تبدأ وتعلن عن نفسها.. إنها قادمة.. وأن مصر قادمة فانتظروها.
وإن ازاحة الحكم الإخواني لم تكن إرادة مؤسسات الدولة وبنيتها من جيش وشرطة وقضاء ومظاهرات في الشارع.. ولكن الشعب قام بتوثيق تورتة وانتفاضة..بخط يده في صناديق الاستفتاء في خروج كان هو الأكبر في تاريخه.. بل هو نموذج يكتب ويرد علي كل من حاول الإساءة للشعب والدولة بتفريقها أو تبعيتها سواء إقليمياً أو دولياً.
مصر عادت إلى مصر المصريون أعادوا مصر إلي إقليمها وطنها العربي، المصريون رفضوا تبعية مصر لتركيا أو إيران، ورفضوا أن يبيعوا وطنهم وعروبتهم، لإقلية فارسية أو تركية أو إسرائىلية وبأموال طلبت أمريكا من قطر أن تدفعها لحساب هذا التحول الاستعماري الجديد، الذي يقزم العرب، ويحول دولتهم الكبري مصر إلي دولة قزمة وتابعة، وغائبة في أخطر قضايا العرب.
الإخوان المتأسلمون، قبلوا ووافقوا من أجل السلطة وحكم مصر، أن يلعبوا دور العراب في هذه الموامرة الرخيصة علي وطنهم سواء كانوا يعلمون أو لا يعلمون فهم أداة رخيصة في مؤامرة كبري علي الوطن، الإخوان المتأسلمون وافقوا أن يسلموا مصر، أن تكون جزءاً من القاعدة، ولعبت حماس الفلسطينية و ميليشياتها دوراً مشبوها، وشارك حزب الله اللبناني بل والحرس الثوري والباسيج الإيراني تعاون المتطرفون والأحزاب المتأسلمة تعاون المختلفون من المتطرفين «سنة وشيعة » وأحزابهم، المسماة بالإسلام السياسي علي السيطرة علي مصر وتحويل الجماعات المتأسلمة، وتم كل ذلك تحت سمع وبصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي تصور أن هذا هو الخيار الأقل كلفة لبلاده، لاحتواء المجتمعات المنتجة للإرهاب، وكانت المسيرة في مصر تسير بخطي حثيثة وسريعة «بعد انهيار العراق وتفكك سوريا وخطف لبنان ورهن اليمن والسيطرة علي تونس » كل ذلك برعاية تركية ومنح الإيرانيين أوراقاً عربية عديدة للعب علي الغرب في ملفهم النووي، يبيعون بلداننا من أجل استقرار بلادهم ونفوذهم الإقليمي!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى