انتخابات الشوري معان ودلالات

اليوم تستكمل جموع الشعب المصري مسيرة الإصلاح السياسي في اختبار جديد, يؤكد التزامنا الجماعي بما حدث من تطور ونمو ملحوظ في حياتنا السياسية.
اليوم نجني ثمار مساعينا الجادة نحو الإصلاح, وندفع بتلك المساعي خطوات إلي الإمام.
اليوم يذهب المواطنون في67 دائرة في24 محافظة لانتخاب88 نائبا أو شيخا لمجلس الشوري, بعد تطوير وتدعيم مكانته في دستور مصر2007.
انتخابات اليوم تأتي مختلفة عن أي انتخابات سابقة لمجلس الشوري منذ إنشائه في أبريل عام1980. فلقد اكتسب المجلس الجديد أهمية ومكانة جديدة بعد الصلاحيات, التي خولها له الدستور ليصبح مؤسسة برلمانية مؤثرة في الرقابة والتشريع وحماية الدستور والقانون, ومن ثم يكون قاعدة صلبة في الحياة السياسية المصرية.
نحن في هذه الانتخابات نختبر قدرتنا علي حماية الدستور والقانون, وتكشف النتائج والمؤشرات عن قدرتنا علي حماية الدولة ودستورها, فلقد مارس مجلس الشعب قبل أيام قليلة صلاحياته الدستورية الجديدة في تعديل الموازنة العامة, وقد أثبتت اللجنة العليا للانتخابات قدرتها وحيادها, وأسرعت إلي البت في شكوي المرشحين والحفاظ علي القانون وتطبيقه بدقة وقدرة.. ولعلنا نتوقف أمام قرارها بالتصريح لنحو680 عضوا من المجتمع المدني بمراقبة عملية الانتخابات داخل اللجان وخارجها. كما منحت اللجنة العليا قرارا لرؤساء اللجان العامة القضائيين بحق المرور علي اللجان الفرعية لمتابعة سير العملية الانتخابية.
أما الموضوع الأكثر أهمية فهو موضوع الدعاية الانتخابية وضرورة الالتزام بالقانون, وعدم تجاوزه, وليس فرض الأمر الواقع, كما تريد الجماعات الخارجة عن القانون أو المحظورة, ولعل الحزب الوطني قد مارس حقه, الذي منحه له الدستور والقانون بالشكوي ضد المخالفين الذين يستخدمون الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية, والتي ألحقت الكثير من الأضرار بقدرة المجتمع علي فرز الكفاءات الحقيقية التي تستحق أن تمثل الأمة في مجالسها التشريعية.. ومع تأكيد أهمية تفعيل القوانين في هذا المجال, فإن توعية الناخب بحقيقة الشعارات الدينية, وحتي الشعارات المسرفة في الوعود تظل امرا له أهميته حيث لن يعدم البعض وسيلة للتحايل علي القوانين, فنحن في مصر جميعا لدينا مخزون إيماني قوي ولسنا بحاجة إلي من ينوب عنا في التقرب إلي الله.
** لسنا بحاجة إلي وسطاء يحملون عنا أوزارنا.
** نحن أمام مسئولية نقف أمامها متساوين ولن نقبل أن يستنزف البعض مشاعرنا الدينية لتحقيق مآربه السياسية كما تعودت الجماعة المحظورة.
** نحن لانريد من يخدر مشاعرنا, أو يعمل علي تزييف إرادتنا..
** نريد اليوم من يقف مدافعا عن مصالح الوطن وأمنه واستقراره..
** نريد اليوم من يقطع بنا خطوات حقيقية علي طريق التنمية بلا مبالغة, أو إسراف في الوعود..
** نريد اليوم من يواجهنا بواقعنا وليس من يسرق الدين ويضعه في غير مكانه في اللعبة السياسية..
تلك هي مسئولية الاختيار الحر في انتخابات الشوري..
osaraya@ahram.org.eg
