مبارك ونداء الوطن

وشدد علي المشاركة الشعبية في كل قضايا الوطن والتوافق حول لغة تبني بالحوار مستقبل مصر, وتعلو فوق دعاوي التشكيك والإحباط, وتستلهم الأمل والثقة مما حققناه وتستمد العزم والتصميم مما نتطلع إليه.
لقد عكس خطاب الرئيس ملامح المرحلة المقبلة حين توجه بالنداء للضمير الوطني المصري. وقد استند نداء الوطن في كلماته إلي ستة عقود كاملة قضاها في خدمة هذا الوطن, وقد وضع نفسه في كل يوم منها حيث يريد الوطن وحيث تتبدي مصالحه وآماله. وقد قاتل علي جبهات حروبه وفي صراعات سلامه ومعارك تنميته. وعايش آلام أمته وآمالها, وعرف قدراتها وأدرك طموحاتها, ولم ينفصل يوما عن هموم أبنائها وتحمل في سبيل ذلك, ومازال يتحمل, الكثير.
والحقيقة أن نداء الوطن في خطاب الرئيس كان صيحة استجاب لها المصريون بمختلف فئاتهم. وهكذا أعاد مبارك بكلماته إلي الوجدان الوطني معني الحرية التي تجمع ولاتفرق, وتبني ولاتهدم, الحرية التي وجدت لتدفع المجتمع بكل فئاته خطوات إلي الأمام. فلقد نبه المصريين إلي مكانة مصر وقدرها ودورها بعد حملات التشكيك التي طال زمانها ولم يستفق بعد دعاتها. وتقدم الصفوف حاملا راية مصر متمسكا بعهد الوطن. وجدد أمام المصريين عهدا لم يحد عنه, وهو ألا يتردد أو يتراجع عن مصالح أمة عريقة تحمي إستقلالها وحريتها, فهي الأرض والعرض والكرامة. وقد أشار الرئيس إلي ما يدور حولنا وما يمكن أن يؤثر سلبا علي مسيرتنا فيغتال جهدا كبيرا بذلناه وآمالا عملنا من أجلها طويلا. فالاستقرار الذي ننعم به لن يدوم ما لم نعمل علي حمايته ودعمه. وقد وضع الرئيس مصر أمانة في عنق كل مصري ألا يراهن علي مستقبل هذا البلد وألا يستجيب لدعاوي التشكيك فيما يقوم به وألا يكون وسيلة للنيل من إرادته. وخاطب الرئيس مصر الأبية العزيزة الكامنة في أعماق كل مصري, مصر التي لم تنكسر يوما أمام صعاب ولم تتراجع أبدا أمام تحديات.. وبقيت عبر عصور التاريخ, وزالت كل يد امتدت بالعدوان عليها.
كانت كلمات الرئيس ضرورة لإيقاظ مشاعر الوطنية التي علا فوقها الضجيج والصخب والخلاف والاختلاف باسم الحرية. واستمدت هذه الكلمات صدقها من تاريخ مبارك ومسيرة حياته, فكانت الاستجابة لها بقدر صدقها وبقدر حاجتنا إليها في زمن نحتاج فيه إلي تفكير عقلاني هادئ ورشيد تحوطه مشاعر الحب والانتماء لهذا الوطن الغالي.
