مقالات الأهرام اليومى

درة العقد‏..‏ وذروة النشاط

من موقع تاريخي لنا فيه ذكريات خالدة‏..‏ ساحة عرض الكلية الحربية‏,‏ حيث وقف الرئيس حسني مبارك ـ منذ سنوات قليلة ـ قبل‏5‏ سنوات ليعلن ترشيح نفسه للرئاسة في أول انتخابات تنافسية وتعددية في مصر‏.

شهد هذا الموقع أمس عرضا عسكريا مبهرا حضره الرئيس مبارك وضيفه الرئيس التركي عبدالله جول, وفي ختام العرض الذي استغرق نحو ساعتين, واحتوي علي أحدث فنون القتال, أعطي ـ في صورة دقيقة ومكثفة لكل المصريين وضيوفهم وللمراقبين ـ بيانا عمليا يعكس مدي التطور والقدرة العسكرية المصرية. وكشفت الأجيال الجديدة تفوقهم العلمي ومهارة قادتهم التنظيمية الفائقة في فنون القتال وإعداد مسرح العمليات وتأهيل جنودنا, والقوة والفكر العسكري الحديث والمتطور الذي يتمتعون به.
ضم حفل الكلية الحربية كل شباب مصر وخريجيها من الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة.. من خريجي الكليات الحربية والجوية والفنية العسكرية والدفاع الجوي والبحرية والمعهد الفني والشرطة مع زملائهم خريجي جامعات مصر ومعاهدها الفنية. تجمع الكل في واحد.. تحت درة التاج وماسة العقد.. الكلية الحربية.. بوتقة مصانع الرجال وتأهيل القادة, لكي يهدوا إلي قائدهم ورئيسهم ورمز مصر العظيم حسني مبارك درع الكليات العسكرية والمدنية بكلمات تفيض حبا ووطنية( لمصر وزعيمها) في صورة مشرفة, تعبر عن كل القيم المصرية المفعمة بمشاعر العاطفة والمدفوعة بحماسة الوطنية, وهو ثالوث حافظ علي الوطن وحمي ترابه عبر التاريخ من كل الطامعين والمعتدين.
أمس كان الرئيس مبارك يقف شامخا بين جنوده, وهو في ذروة نشاطه ـ متعه الله بالصحة ـ في صورة معبرة مع ضيفه رئيس تركيا, فخورا بجنوده وشباب الوطن والخريجين الجدد.. الدماء الجديدة التي تضخ في شرايين مصر وجيشها, يمنحهم الأوسمة والنياشين ويشد علي أيديهم, يدفعهم إلي المستقبل بعد أن أحسن إعدادهم, هو موقف متكرر في كل كلياتنا العسكرية لكنه معبر, سيظل خالدا في عقولهم ووجدانهم طوال سنوات خدمتهم للعسكرية وللوطن, كل في مجاله.
فقد حرص الرئيس مبارك طوال الأسابيع الماضية علي ألا يتأخر كعادته كل عام عن حضور الاحتفالات والعروض العسكرية التي بدأت بالبحرية ثم الدفاع الجوي والمعهد الفني العسكري ثم الكلية الجوية, فكلية الشرطة ثم انتهت بالحربية, يحضر العروض ويشاهد الفنون القتالية الجديدة, ويهنئ أبناءه بالتخرج, ويحملهم المسئولية الجديدة, ثم يشاركهم حفل الإفطار, يقف وسط الخريجين وأهاليهم, يشعر بفرحتهم, وترعاه في حله وترحاله دعواتهم النابعة من القلوب بأن يحفظه الله للوطن وللمصريين, فهؤلاء البسطاء في كل مكان يرددون هذا الدعاء, وهو التعبير الحي عن ضمير مصر وصوت الوطن المعبر والمقدر لدور الرئيس مبارك في حفظ تراب مصر, وتنمية الوطن وتأهيله ليستوعب طموحات وتطلعات الأجيال الحالية والمقبلة.
وبرغم حرص الرئيس مبارك علي هذه العادة النبيلة, التي تعكس إيمانه بمستقبل الوطن وشبابه. فلم تقف تلك المهمة المحببة إلي نفسه ـ برغم الساعات الطويلة التي يقضيها في مشاركة أفراح شبابنا وأسرهم, وفي دعم قواتنا المسلحة وحفظ أمننا الداخلي ـ أو تعوقه عن مهامه الجسيمة الأخري لمتابعة شئون الوطن ومسئولياته السياسية التي يتحملها بكل جسامتها وصعوباتها, سواء في مباحثاته السياسية أو متابعة المشروعات الجديدة.
فكلنا نراه عقب انتهاء هذه الاحتفالات يتابع مباحثاته وأجندة أعماله المزدحمة والكثيفة, سواء في اجتماعاته المستمرة لمتابعة المشروعات الجديدة في كل نواحي البنية الأساسية والاقتصادية, ودفع مؤسساته ووزاراته لاستكمال مهامها أو افتتاح المشروعات الجديدة ليشد علي أيدي العاملين, ويدفع للأمام وللاستمرار لاستكمال عملية البناء واستمراريتها في مصر ليحافظ علي النمو ويحمي مستوي المعيشة لدولة من أكبر دول العالم في النمو السكاني, الذي لايتوازن مع نمو الموارد والانتاج.
ومن الأيام المشهودة بالازدحام في أجندة عمل قياسية في يوم واحد لأي رئيس أو مسئول في عالمنا كان يوم الأحد18 يوليو حيث شهد الرئيس احتفال الفنية العسكرية صباحا, ثم تابع يوما من العمل والمباحثات المكثفة والشاقة من أجل قضايا السلام ومعالجة قضايا الشرق الأوسط, فقد أجري مباحثات مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس, ورئيس الوزراء الاسرائيلي نيتانياهو, والمبعوث الأمريكي للسلام جورج ميتشيل في اليوم نفسه.. ثم ختم مباحثاته مع الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد لمتابعة الأزمة الصومالية وطرق حلها.. جرت المباحثات الماراثونية لساعات متتابعة وعمل لايتوقف.. مباحثات يعرف الجميع مدي صعوباتها ومشقتها وأسئلتها الصعبة وتداعياتها المستقبلية علي أكبر وأهم عملية للمفاوضات في عصرنا الراهن.
ولذلك كان عجيبا ومدهشا لأي مراقب أن نسمع ما يتردد خارج الوطن.. من شائعات حول صحة الرئيس.. ولم يكن معقولا أن يسأل أحد في ذروة هذا النشاط, وتلك الحيوية المعهودة عن هذه الشائعات.. وأسبابها التي لايمكن قبولها إلا من أصحاب الغرض أو الحسد.. حول الدور والمكانة والقدرة للرئيس ولمصر.
………………….
ونعود إلي احتفال أمس في الكلية الحربية.. درة العقد.. والذي حضره الرئيس مبارك بنشاط ملحوظ وحيوية.
وتلك تكفينا وتزيدنا ثقة ويقينا بمستقبل بلدنا, لأنه يحمينا ويسهر علينا عقل كبير.. يخطط ويعمل من أجلنا.. ويتحمل مسئولياته بقدرة من الحكمة والخبرة العميقة.. تلك الكلمات التي سمعتها في اسطنبول منذ ثلاثة أيام من الرئيس عبدالله جول في حديثه معي لـ الأهرام.. قبل بدء رحلته للقاهرة ولقاء الرئيس مبارك.. في مباحثات حول حماية منطقتنا من الحروب, وتقوية العلاقات المصرية التركية.
وكانت قبلها بأيام مباحثات مصرية ـ جزائرية في العاصمة الجزائرية.. ومباحثات مصرية ـ فرنسية في العاصمة باريس وقبلها مباحثات وقمة عربية خماسية في العاصمة الليبية.
نشاط سياسي مكثف للرئيس مبارك.. لتدعيم علاقات مصر بعالمها وبمنطقتنا وعالمنا الخارجي.. رؤية تستشرف المستقبل وبرامج عمل وأجندة دقيقة تستجيب للمتغيرات.. وتخضع الواقع لطموحات المستقبل.. هذا عهدنا ومعرفتنا بالرئيس الذي يراعي مسئولياته ودوره.
فحفظ مصر ومكانتها برغم الصعوبات والقلاقل التي تكتنف منطقتنا وهزت كل الدول المحيطة في عالم تكتنفه أزمات عالمية سياسية واقتصادية وغذائية حادة وصعبة ومعقدة وشائكة.. وجنبنا الخطأ والكوارث ووضع بلدنا دائما في المسار الصحيح.. واكتسبت به وزنها ودورها الإقليمي ومكانتها العالمية.
………………….
تحية للرئيس وتقديرا له.
وتهنئة من القلب له في يوم فرحته واحتفالات مصر بعيد الثورة وبجنودها الجدد وبأعياد وأفراح الشباب والخريجين حماة الحاضر وبناة المستقبل.
Osaraya@ahram.org.eg

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى