نصيحة للسيد نصرالله!!

أخطاء السيد حسن نصر الله في هذه الأيام بالجملة, وأقواله تكشف دائما عن خطايا أفعاله كلما تكلم, وهو من المتهمين الذين يسارعون إلي الاعتراف بجرائمهم, ولعلنا نعتبر ذلك من فضائله!.
وأرجو أن يدرك أنني أخاطبه هنا بلقبه وليس بصفاته, أو ما يتطلع إليه آية الله الصغير أو شبل الملالي. وقد سبق أن كتبتها في هذا المكان صبيحة الأحد11 مايو عام2008 عندما استخدم سلاحه الإيراني, أو ما يطلق عليه سلاح المقاومة, في احتلال بيروت, وطالبته بالعودة بطلا, في إشارة إلي أنه أصبح متهما, فقد ارتكب الجرم المشهود باستخدام سلاح المقاومة ـ أو ما سماه بذلك ـ في قمع شركاء الوطن, خاصة اللبنانيين السنة وتحويلهم إلي أسري لجماعته, في خرق فاضح وعلني وجريمة لا يمكن اغتفارها أو التسامح فيها بين شركاء الوطن, حيث كسر أسس التعايش بين الطوائف الإسلامية والمسيحية وغيرها.
وبالرغم من أننا جميعا أشرنا بأصابع الاتهام إلي حزب الله وأمينه العام, فإن العرب جميعا وباقي اللبنانيين بكل طوائفهم لم يشيروا إلي المجرم الأصلي في هذا الفعل الخارق لتكوين الدولة اللبنانية العتيدة, وهو ما أقدمت عليه إيران مستخدمة في ذلك حزبها الملاكي, أو جماعتها, أو ميليشياتها المجندة لخدمة أغراضها في لبنان بل وفي الشام كله.. وعسي أن تدرك ذلك سوريا, ففي لحظة ما يبدو أنها قادمة لن يكون حزب الله في خدمتها كما كان, فهو في سبيله إلي الكشف الكامل عن وجهه, وبالتالي عن حجم تآمر إيران علي المنطقة العربية كلها, وهي لحظة فارقة حيث يكتشف العالم العربي أنهم تركوا عملاء إيران يعبثون بالقيم والتقاليد والهوية العربية والإسلامية, وصولا إلي العبث بالمصالح الكبري للمنطقة..
وهذا يحتاج إلي وقفة حازمة معها. وما أقصده ليس ذيولها, أي حزب الله وغيره, ولكني أقصد إيران نفسها. فما لم يلحظه السيد حسن نصر الله وحزبه المكني باسم الله, أنه لم تكن هناك حملة رسمية من الدولة المصرية أو شخوصها معه أو مع حزبه. ولا أذكر أن مسئولا مصريا واحدا تكلم عنه بشكل مباشر, ولكن الجميع تكلموا عمن وظفوه أو جندوه لخدمة أهدافهم ومصالحهم الإقليمية, ولكنه حاول في خطابه أمس أن يصبغ رد الفعل الإعلامي المصري الطبيعي علي تآمره ضد بلادهم علي أنه حملة علي حزبه في محاولة من جانبه لتبرئة إيران وإخفاء جرائمها في لبنان ومصر والخليج والمغرب العربي, وهو ما لم يستطع أن يخفيه, وظهر المريب وكأنه يقول خذوني, مضحيا من أجل حليفه أو من جندوه من إيران,
وهو ما ظهر جليا, وعندما يتدخل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه الشخصي, فهو لا يتكلم عن حزب الله ولكن عمن استخدموه, فالأمم المتحدة لاتتكلم الا عن علاقات الدول وتأثيراتها علي مستقبل الإقليم, أي الشرق الأوسط, وهذا ما لم يقله أمين عام حزب الله!!!
إننا نريد له أن يتعلم ويعرف قواعد التعامل بين الدول والشعوب, واحترام الإرادات, ولكنه مازال يغالط ويتجاوز في الحدود والعبارات, فجريمته الجديدة في مصر ستضعه في مكانه الطبيعي متهما لا يمكن الدفاع عنه وهو أمام قضاء وأمن قادر واحترافي ومهني, ولا يقبل التسييس أو إخفاء الحقائق لمصالح سياسية.
…………………………………………………….
ونصيحتنا لأمين حزب الله أن يصمت ويترك هذا الموضع المهين عربيا والمدان أمام الناس بل وأمام التاريخ, فلقد جند جماعة أو طائفة عربية صميمة لمصالح إقليمية فارسيه مريبة ضد العرب ومصالحهم بل وضد الطائفة الشيعية العربية الصميمة التي أوقعها حزب الله في هذا المأزق التاريخي. والتي هي أول من ترفض دعاواه ومغلطاته لتوظيفها إيرانيا ضد مصالح منطقتها وشعوبها, ونحن نكشفها ونضعها في مكانها الصحيح من التآمر علي العرب, وعبثا تحاول تسويق الوهم وتصدره للشعوب العربية علي أنه دفاع عن الفلسطينيين أو عن القضايا المشروعة, ونحن نري الآن تغييرا جوهريا تمثله مظاهر الصحوة عربيا في كل مكان.. في العراق والشام والمغرب وقلب الخليج العربي وليس الفارسي كما يريد هو وإيران تسميته, لكشف المؤامرات الإيرانية ضد المنطقة العربية كلها.
وأقول له: هذه هي الحقيقة التي تتجاهلها, وهذا هو هدف الحملة الإعلامية المصرية التي نفتخر بأنها كشفت المؤامرة الإيرانية علي المنطقة العربية وعلي شعوبنا, ووضعت أذنابهم في قفص الاتهام الذي يستحقونه, مثلهم مثل الإسرائيليين الذين مازالوا يتآمرون علي مستقبل المنطقة ويرفضون الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وسوف نظل نكشف كل المتآمرين سواء كانوا في إسرائيل أو إيران أو بيننا.. هؤلاء الذين يريدون إضعاف العرب والتقليل من شأنهم لمصلحة القوي الأجنبية التي تبحث عن الهيمنة والسيطرة والاحتلال.
ونصيحتي الأخيرة لك يا سيد نصرالله أن تكف عن التآمر وتوظيف جماعتك ضد مصالح الأمة, وأن تعود إلي البيت العربي الكبير عسي أن يغفر لك أخطاءك ويتسامح معك فيها.. أما عملاؤك في المنطقة فلا نملك إلا دعوتهم للتوبة والعودة إلي صوابهم.
وسيكون القانون في النهاية حكما بيننا وبين من يتآمرون علينا وعلي عروبتنا وهم بين ظهرانينا.
osaraya@ahram.org.eg
