الرئيس في يوم الأمن المصري

منذ أن رفضت مصر علي لسان رئيسها العدوان الإسرائيلي قبل وقوعه, ومنذ اللحظة الأولي كشفت مراميه وأهدافه وفشله وعدوانيته, حيث جاء في لحظة انتهازية بمبررات واهية ومكشوفة, وحددت أمام العالم المخطط الإسرائيلي, وطالبت المجتمع الدولي بكل قواه بتحمل مسئولياته..
وكان تحركها المؤثر والجوهري بدبلوماسية جريئة لا مثيل لها لتنفيذ المبادرة المصرية لوقف العدوان وتصحيح المسار, وذلك بدعوة القوي المؤثرة في عالمنا إلي شرم الشيخ لتتحمل مسئولياتها أمام انهيار السلام والعدوانية الإسرائيلية, ونجحت مبادرة الرئيس مبارك نظرا لتأثيره وقوته ومكانته ومرجعيته التي يشهد لها الجميع والتي أدت إلي حضور قوي مؤثر للقادة الأوروبيين من فرنسا وانجلترا وألمانيا وأسبانيا وإيطاليا بل وحشد المؤثرين إقليميا وعالميا, وفي مقدمتهم تركيا وأمين عام الأمم المتحدة, لكي يعرفوا الحقائق, ويمارسوا الضغط الدولي القوي علي إسرائيل لوقف العدوان, وحماية ظهر الفلسطينيين واحترام الحق الفلسطيني العادل.
ونجحت مصر بسياستها ودبلوماسيتها وحكمتها في وقف العدوان وكشف إسرائيل أمام العالم وحصلت علي قرار دولي جديد بدون فيتو أمريكي.
ثم كان تحركها التالي المؤثر في قمة العرب بالكويت لمصارحة الجميع بحقائق أوضاعنا ومواجهة الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني.
وهو الدور الكبير الذي يلعبه الرئيس مبارك لحماية المواقف العربية من التدخلات الإقليمية الانتهازية التي لا تبغي إلا تحويل القضية الفلسطينية بكل عظمتها وتاريخها المجيد إلي ورقة تفاوضية لإيران مع الإدارة الأمريكية الجديدة والمجتمع الدولي لمصلحة ملفها النووي وسياستها العدوانية من أجل الهيمنة علي الخليج والمشرق العربيين, ثم كان تحرك مصر المتجدد والمستمر والعظيم نحو حشد المجتمع الدولي والعربي لتعمير غزة وتعويض الفلسطينيين.
إن مصر مبارك تعمل علي كل صعيد بحكمة صافية ورؤية ناضجة, فتقول للمخطيء الفلسطيني عد إلي صوابك مثلما تقول للمعتدي الإسرائيلي عد إلي مكانك.
وتقول للمتآمر الإيراني.. اعرف حدودك وتخرجه من العباءة الدينية التي يخفي فيها أطماعه وتآمره وعنصريته وطائفيته المقيتة ضد العرب وأغلبيتهم السنية, وتقول للعربي المتواطيء معهم.. صحح مسارك ولا تقع في غواية المصالح الضيقة علي حساب مصالح العرب وقضاياهم الكبري.
******
إنها لغة جديدة ومنطق سياسي محكم ذو نظرة استراتيجية ورؤية ثاقبة لمصالح بلادنا وشعوبنا العربية. هذا المنطق الذي عجز البعض عن فهمه أو إدراك مراميه لأنه يعمل ويتكلم بمنطق العصر والعلم والخبرة.. وهم مازالوا يتعثرون في الفهم والإدراك ويلبسون ثيابا قديمة, ويتبعون أيديولوجيات عفا عليها الزمن ويتخفون في لحي وعباءات الدين, ولكن سرعان ما تكشفهم الشعوب وتظهر تناقضاتهم وعجزهم وأغراضهم الدنيئة.
******
لقد ترفعت مصر ـ مبارك عن الصغائر ولم تدخل في مهاترات برغم الزوابع والسموم التي أطلقتها الأبواق التي تآمرت, والقوة التي أعدت العدوان, والآخرون الذين شجعوا وحرضوا وأيضا تاجروا بالدم الفلسطيني والحق العربي. ولذا جاء الجميع إلي القاهرة.. الأوروبيون ثم الأمريكيون ووقفوا ببابها بحثا عن الحق ووقف العدوان والتف حولها الفلسطينيون بكل فصائلهم من المقاومين الحقيقيين في الأرض المحتلة.. في غزة والضفة, وليس تجار القضية الذين يسقطون تاريخ النضال الفلسطيني ومرجعيات مقاومتهم منذ فجر قضيتهم من طهران أو عواصم عربية ومحطات تليفزيونية, كما حضر إليها العرب بحثا عن الوئام وإعادة الوفاق وإسقاط المحاور.
إنها فرصة اليوم.. لنعبر لرئيسنا مبارك عن فرحتنا بلقائه منتصرا وبنجاح سياساته في مواجهة المحاور التي أرادت أن تهز السياسات المصرية وتخلق الفوضي في كبري الدول العربية وفشلت.. بل وكشفها رئيسنا بكل ترفع وعمل خلاق ودؤوب لمصلحة وطنه وقضيته الفلسطينية وعروبته.
إننا بحق أمام مناضل وبطل حقيقي يقودنا ويعلمنا من جديد بعقلية المنتصرين.. أبطال أكتوبر الخالدين, كيف نستخلص الحقوق ونهزم المعتدين ونحافظ علي الأوطان.
