مبارك فى حواره مع “أسامة سرايا” : 2007عام التعديلات الدستورية والحوار حولها مفتوح مع كل القوي السياسية

مبارك: 2007عام التعديلات الدستورية والحوار حولها مفتوح لكل القوي السياسية الرئيس في تصريحات لرؤساء تحرير الصحف خلال رحلة العودة من جدة: من حق الصحافة أن تنتقد كما تشاء دون تجريح وأمرت بصرف بدل التكنولوجيا لكل الصحفيين القوات المسلحة في أفضل أوضاعها الآن من ناحية التدريب والتسليح والاستعداد جهودنا مستمرة للإفراج عن الجندي الإسرائيلي مقابل العديد من الأسري الفلسطينيين أخطأ حزب الله وإسرائيل بالدخول في مغامرة غير محسوبة وحذرت من الحروب وتداعياتها.
كتب ـ أســامة ســــرايا:
في حوار سريع وموسع بين الرئيس حسني مبارك ورؤساء تحرير الصحف حول الأوضاع الداخلية في مصر خلال رحلة العودة من القمة المصرية ـ السعودية, وقال الرئيس: إن مؤتمر الحزب الوطني الذي يبدأ اليوم سوف يتابع تنفيذ برنامجه الانتخابي مع الحكومة, وإن أولويات العمل في المرحلة المقبلة تتصدرها ضرورة العمل علي تخفيض الأسعار, ومواجهة الاحتكارات, وتوفير فرص العمل علي مستوي الجمهورية, وتشجيع الاستثمارات في الصعيد, ولذلك وجه الحكومة إلي تخصيص مليار جنيه للصعيد لإيجاد فرص العمل وتشجيع المستثمرين.
وأعلن الرئيس مبارك أنه كلف القوات المسلحة بإنشاء مصنع جديد للأسمنت في سيناء لمواجهة ارتفاع الأسعار, والحد من تأثير الاحتكار, وأن المشروعات القديمة مستمرة خاصة في توشكي, ووصفه بأنه مشروع ضخم يحتاج إلي وقت ويستهدف الأجيال المقبلة, وأنه سيزوره ومشروع شرق العوينات في شهر نوفمبر المقبل, وسيدعو الصحفيين ليروا بأنفسهم علي الطبيعة التطور والنمو في المجتمعات الجديدة.
وعن برامج الإصلاح السياسي والدستوري, قال مبارك: إن العام المقبل هو عام التعديلات الدستورية, والحوار حولها مفتوح لكل القوي السياسة في مصر, وإن تعديلات النظام الانتخابي مرتبطة بالتعديلات الدستورية, لذلك ستكون انتخابات مجلس الشوري المقبلة طبقا للنظام الحالي.
وحول التجاوزات الأخيرة لبعض الصحف الخاصة وموقف نقابة الصحفيين, قال الرئيس مبارك: إنني أرحب بالنقد البناء الذي يستهدف مصلحة الوطن والمواطنين, وأتابع باهتمام ما ينشر في هذا الاتجاه, وأطلب التحقيق فيه, ولكن عندما ينزلق البعض إلي التطاول والتجريح, فإنني لا أهتم بمثل هذه الأشياء لأن المسئوليات كبيرة.
وأضاف أنه لن يستخدم سلطاته كرئيس للجمهورية لاتخاذ إجراءات ضد من يسيئون استخدام حرية الصحافة في التجريح والسباب, مؤكدا التزامه بعدم حبس أي صحفي في قضايا الرأي, أو إغلاق صحيفة.
ولتأكيد حرصه علي دعم الصحافة والصحفيين, كشف الرئيس مبارك عن أنه أمر بصرف بدل التكنولوجيا, وقيمته ستون جنيها لكل الصحفيين.
ونفي الرئيس ما يتردد من شائعات حول وجود تغييرات في الحزب الوطني في الاجتماع السنوي الرابع للحزب, وتنحيه عن السلطة, وقال إن هناك من يطلق الشائعات ثم يصدقها, مؤكدا ضرورة تحري الدقة عند ترديد مثل هذه الأقاويل.
وأشاد الرئيس مبارك بأوضاع القوات المسلحة مع قرب الاحتفال بالذكري الثالثة والثلاثين لانتصارات أكتوبر المجيد, وقال: إنها الآن في أفضل أوضاعها, سواء من ناحية التدريب أو التسليح أو الاستعداد, وأكد أن السلام في حاجة إلي قوة تحميه.
وفسر الرئيس مبارك لرؤساء التحرير السبب في عدم تنظيم عروض عسكرية بقوله: إننا في مجتمع عملي يدرس التكلفة والعائد, والعروض العسكرية تستهلك موارد وطاقة, ولكننا سوف ننظم احتفالات في المناطق العسكرية.
وحول نتائج زيارته للسعودية, أكد الرئيس تطابق وجهات النظر المصرية ـ السعودية حول الملفات الشائكة في الشرق الأوسط, وقال إنه بحث مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطورات القضية الفلسطينية, والوضع في العراق, ولبنان, ودارفور, والملف النووي الإيراني.
وحذر الرئيس مبارك من أن استمرار الوضع الراهن في الشرق الأوسط دون تحريك عملية السلام إلي الأمام ينذر بعواقب وخيمة علي المنطقة.
ولم يستبعد الرئيس إمكان الالتقاء مع أبومازن وأولمرت, مشيرا إلي أن ذلك يتوقف علي ما ستنتهي إليه الأزمة الحالية, وحدوث انفراجة في الموقف, مؤكدا ضرورة استمرار التشاور والتنسيق للخروج من الوضع الراهن.
وكشف الرئيس مبارك عن دور مصر في إنهاء مشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير بإطلاق سراحه مقابل الإفراج عن العديد من الأسري الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقال: إن ملامح الاتفاق ـ الذي لم ينته بعد ـ تؤكد الإفراج عن الأسير الإسرائيلي مقابل الإفراج عن دفعة أولي كبيرة من السيدات والأطفال, ثم يتم الإفراج عن أسري فلسطينيين علي ثلاث دفعات, ولم يحدد الرئيس عدد المفرج عنهم, ولكنه أشار إلي أن الجانب الإسرائيلي أبدي استعداده للإفراج عن عدد أكبر من المتوقع.
ونفي الرئيس ما تردد عن أن الجندي الإسرائيلي الأسير كان قد نقل إلي القاهرة في فترة من فترات التفاوض.
وعن الوضع في لبنان, قال مبارك: إن جهود الإعمار مستمرة من جانبنا, وسوف ننتهي خلال عشرة أيام من إعادة الكهرباء في الضاحية الجنوبية ببيروت, وخبراؤنا يعملون معهم في إصلاح الشبكات الكهربائية, وتجاوز الآثار السلبية للحرب, لأنها فادحة ومكلفة, وتحتاج إلي أموال وجهد لتجاوزها. وقد حذرت من الحروب وكوارثها, وكنت أتوقع تداعياتها وتأثيراتها, ووصفتها منذ البداية بأنها مغامرة غير محسوبة من الطرفين, وأعتقد أنهما أخطآ وأخذا درسا للمستقبل بأن تكون هناك تقديرات موقف حقيقية.

