حوارات

“نور سلطان نزار باييف” رئيس كازاخستان لـ “أسامة سرايا”:‏ مهتمون بتنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر‏

نور سلطان نزار باييف رئيس كازاخستان لـ الأهرام‏:‏ مهتمون بتنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر‏..‏ وأسواقنا مفتوحة للسلع المصرية مبارك واحد من الزعماء ذوي المكانة الكبري في العصر الحديث زيارة مبارك لكازاخستان تفتح آفاقا واسعة لتطور العلاقات في مختلف المجالات جامعة مبارك ــ نور مركز تنويري مهم لإعداد الكوادر الدينية.

أجري الحديث‏:‏أســـامة ســـرايا

علي هامش الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس حسني مبارك والتي تعد الأولي من نوعها لرئيس مصر إلي دولة في آسيا الوسطي‏,‏ التقيت بالرئيس الكازاخي نور سلطان نزار باييف الذي اختص الأهرام بهذا الحديث‏,‏ وبدا رئيس كازاخستان خلال الحديث شديد الاهتمام بتطوير علاقات بلاده مع مصر التي تحتل مكانة كبيرة في قلوب أبناء كازاخستان‏,‏ علي اعتبار أن أحد أبنائهم العظام وهو السلطان الظاهر بيبرس حكمها في القرن الثالث عشر‏,‏ وتمكن من وقف الهجمة المغولية علي الشرق الإسلامي والغرب المسيحي‏,‏ كما بدا نزار باييف شديد التقدير والاحترام لدور الرئيس حسني مبارك الذي قال‏:‏ إنه يعتبره أحد الزعماء ذوي المكانة الكبري في العصر الحديث‏.‏

وقد شدد الرئيس الكازاخي خلال الحديث علي ضرورة تنمية التعاون بين مصر وكازاخستان في شتي المجالات‏,‏ وقال‏:‏ إن المجال مفتوح أمام شركات البناء المصرية للمساهمة في طفرة البناء الراهنة في كازاخستان ولم ينس نزار باييف أن يؤكد عدة مرات أهمية الاستفادة من الجذور التاريخية والثقافية المشتركة والتقارب الروحي بين الشعبين المصري والكازاخي في تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين في شتي المجالات‏.‏

وفيما يلي نص الحديث مع رئيس كازاخستان‏.‏
تعد زيارة الرئيس حسني مبارك إلي كازاخستان أول زيارة يقوم بها إلي الدول الاسلامية في آسيا الوسطي‏,‏ فما أهمية هذه الزيارة بالنسبة لتأثيرها علي مستقبل العلاقات بين البلدين في المجال السياسي؟
من بداية اقامة العلاقات الدبلوماسية تؤيد كازاخستان ومصر الدعم المتبادل علي الساحة السياسية‏,‏ واننا ننظر إلي مصر علي أنها شريك مهم في منطقة الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي‏,‏ كما اننا معنيون بمواصلة تعزيز العلاقات الشاملة معها‏,‏ كذلك يهمنا دائما موقف مصر التي تقوم بدور رئيسي في العالم العربي والاسلامي وفي السياسة الدولية برمتها‏.‏

وكازاخستان تقدر كثيرا الدعم النشيط الذي تقوم به مصر في تنفيذ مبادرتنا بشأن عقد مؤتمر زعماء الاديان العالمية والتقليدية‏,‏ الذي شارك في دورتيه الامام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف‏,‏ والأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف‏.‏

كذلك نعرب عن بالغ امتناننا لمصر علي التعاون في اطار المبادرة الدولية التي طرحتها بلادنا‏,‏ وهي مؤتمر التعاون وتدابير الثقة في آسيا‏,‏ الذي تحول إلي أحد المقومات الفعلية للسياسة الدولية‏,‏ وأعتبر أن تنشيط دور مصر في إطار مؤتمر التعاون وتدابير بناء الثقة في آسيا بصفتها دولة رائدة سياسيا في العالم العربي والاسلامي يعد من الأهمية الكبري بمكان بالنسبة لمواصلة دفع وإنجاح هذه المبادرة‏,‏ كما يمكن ان يكون ذلك خطوة كبري علي طريق ضمان الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط ايضا‏.‏

كذلك من المهام الحيوية التعاون في مكافحة الارهاب الدولي والتطرف السياسي والديني‏,‏ الأمر الذي تتفق فيه المصالح السياسية للبلدين‏.‏

أما فيما يخص الرئيس حسني مبارك فانني اعتبره واحدا من الزعماء ذوي المكانة الكبري في العصر الحديث وأحد أقطاب السياسة العالمية‏,‏ وفي هذا الصدد أري أن أول زيارة يقوم بها إلي كازاخستان والتي انتظرناها طويلا‏,‏ تعد زيارة تاريخية وتفتح آفاقا واسعة لتطوير العلاقات بين كازاخستان ومصر بخطوات سريعة في مختلف المجالات والوصول إلي مستوي عال من الحوار السياسي والتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي الذي يتناسب مع مكانة البلدين ومستواهم وامكاناتهما‏.‏

ماهي توقعات سيادتكم من التعاون مع مصر في مجال الاقتصاد والتجارة في المرحلة المقبلة؟
ان كازاخستان معنية بتنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع مصر‏,‏ فبإمكان بلادنا ان تعرض علي مصر عددا كبيرا من السلع والمنتجات التي يمكن ان تهم الاقتصاد المصري‏,‏ بما في ذلك منتجات التعدين والمنتجات الكيماوية والصناعات البترولية والمنتجات الزراعية‏,‏ وعلي سبيل المثال في الوقت الراهن تقوم كازاخستان بجهود كبيرة في مجال عقد صفقات لتوريد القمح الكازاخستاني إلي مصر‏,‏ فكازاخستان تنتج سنويا من‏12‏ إلي‏16‏ مليون طن من القمح‏,‏ وفي حالة توافر سوق مستقرة للتسويق وتوافر الاستثمارات يمكن زيادة هذا الانتاج إلي‏20‏ مليون طن سنويا‏,‏ بينما يبلغ حجم الاستهلاك المحلي من‏6‏ ـ‏7‏ ملايين مليون طن‏,‏ اما مصر فتستورد سنويا من‏7‏ ـ‏8‏ ملايين طن من القمح ولذا فإن تنسيق الجهود في هذا الشأن يمكن أن يأتي بالمنفعة المتبادلة‏.‏

فالسوق الكازاخية مفتوحة للبضائع المصرية‏,‏ ومثلا بعض الشركات المصرية لانتاج الادوية تعمل بنجاح في سوق كازاخستان‏,‏ ونظرا لأن بلادنا تشهد في الفترة الراهنة طفرة في البناء ففي هذا الشأن يمكن لمصر التي تعد من أكبر منتجي ومستوردي مواد البناء ان تسهم بفعالية في الانشاءات في كازاخستان‏,‏ كما أن مصر تتمتع بموقع جغرافي فريد عند ملتقي بحرين تربطهما قناة السويس ولهذا فإن كازاخستان معنية باستخدام الموانيء المصرية الواقعة علي قناة السويس كنقاط اعادة شحن للبضائع الكازاخسية عند نقلها إلي دول ثالثة‏.‏

اما كازاخستان التي وصلت اليوم إلي معدلات عالية في التنمية الاقتصادية ولديها نظام بنكي متقدم ومؤسسات مالية أخري فبإمكانها بدورها ان تسهم في مختلف المشروعات الاستثمارية‏.‏

انني متأكد أن بلدينا لديهما جميع الموارد والمقومات لتطوير التعاون الثنائي بينهما بصورة ديناميكية من أجل مصالح شعبينا‏.‏

ماتقويمكم للتعاون الثقافي والانساني بين البلدين ونجاحه في مجال التعليم والبحث العلمي؟
ان هذا المجال يعد اليوم أكثر المجالات تقدما في التعاون بين البلدين الأمر الذي يرجع إلي الجذور التاريخية والثقافية المشتركة والتقارب الروحي بين الشعبين‏,‏ يدرس في الجامعات والمعاهد المصرية في الوقت الراهن مايزيد علي‏150‏ طالبا كازاخسيا‏,‏ وسيتوسع التعاون في هذا المجال طبقا لظروف تقدم كازاخستان‏,‏ وان مصر تملك كنزا من الآثار العريقة النادرة التي ليس لها مثيل في العالم أجمع‏,‏ وقد تحولت في الاعوام الأخيرة إلي واحد من أهم المراكز السياحية في العالم ومقصدا محببا للتصييف من قبل السياح الكازاخيين وذلك لمصايفها الرائعة علي شواطيء البحرين الأحمر والمتوسط‏.‏

لقد أصبحت جامعة نور ـ مبارك في مدينة ألماطي رمزا للتعاون الثقافي بين البلدين‏,‏ فكيف يمكن الاستفادة من هذه التجربة لمواصلة تطوير التعاون في المجال الثقافي والانساني؟
تعلمون أن كازاخستان كانت ضمن للالحاد السوفيتي لفترة طويلة الذي كان يقوم بالرعاية الايدوليوجية للاتحاد‏,‏ كما كان يحظر التعليم الديني تقريبا‏,‏ ومع حصول كازاخستان علي استقلالها واجهت مشكلة العجز في المتخصصين في هذا المجال‏,‏ ولحل هذه المشكلة اضطرت كازاخستان في السنوات الأولي من الاستقلال إلي ايفاد طلابها للدراسة بالخارج‏,‏ في الجامعات الدينية بالدول الاسلامية والعربية‏.‏ وأنا أشكر الرئيس مبارك الذي اتفقنا معه في عام‏1993‏ علي افتتاح جامعة نور ـ مبارك في مدينة آلماطي‏.‏ اليوم هي مركز رئيسي لاعداد الكوادر الدينية المؤهلة في كازاخستان للذين يحصلون علي تعليم ديني صحيح بعيدا عن أشكال التحريف‏.‏

وأكثر من ذلك هذه الجامعة أصبحت مركزا تنويريا مهما تسمح بتعريف شعبنا بتاريخ العالم الاسلامي وثقافته‏,‏ كما تساعد في الوقت نفسه في التعريف بالكنوز الثرية للفكر والفلسفة الاسلامية‏.‏

ماذا يمثل بالنسبة لسيادتكم الحاكم الإسلامي العظيم السلطان الظاهر بيبرس؟
السلطان الظاهر بيبرس ابن الشعب الكازاخي العظيم وحاكم مصر والشام البارز في القرن الثالث عشر يعد رمزا لوحدتنا التاريخية والثقافية‏,‏ انه أوقف الزحف المغولي علي الشرق الاسلامي والغرب المسيحي‏,‏ كما هزم الصليبيين في الشرق الاوسط‏,‏ ويذكرنا التاريخ بأنه المدافع العظيم عن أراضي المسلمين‏,‏ كذلك يعرف السلطان بيبرس بأنه أحيا الخلافة في القاهرة‏,‏ والتي كانت قد سقطت قبل ذلك بقليل علي يد غزاة المغول‏,‏ وبهذا أوقف بيبرس انهيار أكبر كيان بمعايير تلك العصور‏.‏

إلي جانب ذلك أنني أبرز من بين الانجازات الكبري للظاهر بيبرس اهتمامه الكبير بالعناية بتطوير العلوم والتعليم والفن والعمارة بشكل خاص‏.‏

كما بادر السلطان بيبرس بتأسيس علاقات دبلوماسية مع أقوي دولة في ذلك العصر في العالم الاوروآسيوي وهي الدولة الذهبية التي ورثتها الخانية الكازاخية ثم بعد ذلك ورثتها بدورها كازاخستان‏,‏ هذه العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وسراي التي أقامها السلطان بيبرس أيدها جميع أتباعه في دولة المماليك في مصر‏,‏ ورغم بعد المسافة بين الدولتين دامت هذه العلاقات طيلة مايقرب من قرنين من الزمن ولم يكن لها مثيل في تاريخ الانسانية‏,‏ حتي إن العلماء أطلقوا عليها أنها ظاهرة تاريخية‏.‏

اننا دائما نؤكد المكانة الخاصة لموضوع الرصيد التاريخي والثقافي للسلطان بيبرس بما في ذلك الجامع الذي بناه جدنا المشترك في مدينة القاهرة الذي تعرض علي مدي قرون لتهدمات كبيرة‏,‏ وفي هذا العام ستبدأ أعمال الترميم لتجديد المسجد‏,‏ وكازاخستان مستعدة بالتنسيق مع الجانب المصري للمساهمة في هذا الأمر المهم وتخصص المبلغ اللازم لتنفيذ المرحلة التالية من أعمال الترميم‏.‏

وانني لعلي ثقة أننا بتجديد هذا المسجد يمكننا مرة أخري تمجيد الانجازات الثقافية للدين الاسلامي وتأكيد وحدة الموروث التاريخي لشعبي كازاخستان ومصر‏.‏

تعد كازاخستان دولة متعددة القوميات والطوائف‏,‏ وغالبية سكانها مسلمون‏,‏ فهل يمكن لسيادتكم إطلاعنا علي تجربة التعايش السلمي والتفاهم الذي ضمن للمجتمع الكازاخي الاستقرار والأمن؟
إن التجربة الفريدة المتسمة بالتسامح وتفادي الأزمات لتنمية بلدنا‏,‏ الذي يعيش فيه ممثلو أكثر من‏46‏ مذهبا دينيا‏,‏ لها صفة تكاملية‏,‏ فتوجد أسباب كثيرة للطريقة التي اتبعها البلد لتحقيق النجاح في عمل توافق للعلاقات بين القوميات المختلفة‏,‏ بالرغم من أنه كان من رأي العدد الأكبر من الخبراء وجود حتمية للتصادم بين العدد الكبير من القوميات والأديان بهذا البلد‏,‏ لقد كان السبب الأول‏:‏ لهذا هو النجاح الاقتصادي لكازاخستان‏,‏ فإن ضبط النفس في العلاقات بين القوميات المختلفة لايظهر في المجتمعات التي تعاني من الفقر التام‏,‏ فيوجد عندنا أساس متين للسلام والإتقان ففي السنوات السبع الأخيرة زاد اجمالي الانتاج القومي‏,‏ منسوبا لكل نسمة من السكان‏,‏ بمقدار ثلاث مرات‏,‏ أما السبب الثاني‏:‏ فهو السياسة الوطنية الحكيمة للدولة والتي تتميز بعدم السماح بظهور أية صورة من الأصولية الدينية أو القومية‏,‏ وثالثا‏:‏ تصرفات الصفوة التي تتميز بالإحساس بالمسئولية وقد سمح بصفة خاصة تصرف زعماء كل الجماعات القومية‏,‏ الذين يضمهم معهد اجتماعي فريد هو مجلس شعوب كازاخستان بتفادي الكثير من الازمات المتعددة التي حدثت في الكثير من الدول خلال الخمس عشرة سنة الأخيرة أصبح كل ذلك نتيجة يعول عليها للاتفاق بين القوميات والأديان المتعددة وهذا بالذات هو أكثر الأشياء التي أفخر بها‏,‏ وهذا بالذات هو ما أعتبره الانتصار الأكبر‏,‏ وسبب وأساس كل النجاحات الأخري لشعب كازاخستان‏.‏

لقد اصطدمت قارة آسيا في الفترة الراهنة في آن واحد بمشكلتين نوويتين تهددان استقرارها وأمنها‏,‏ وهما التجارب النووية التي أجرتها كوريا الشمالية‏,‏ والملف النووي الايراني فكيف تنظرون سيادتكم إلي تطور الاحداث بهذه الصورة وما الحل السلمي لهاتين الازمتين من وجهة نظركم؟
كانت الأعوام الخمسة عشر التي مرت علي انهيار الاتحاد السوفيتي في عام‏1991‏ نقطة تحول بالنسبة للعالم كله‏,‏ ولكن علينا أن ندرك أن نهاية الحرب الباردة لم تؤد إلي عالم أكثر أمانا‏,‏ بالرغم من أن الكثيرين كانوا يأملون في ذلك‏,‏ فقد أصبح عالمنا أقل استقرارا‏,‏ وزاد عدد أعضاء النادي النووي في السنوات الأخيرة‏.‏

لقد عاني شعب كازخستان نفسه من أهوال الحرب النووية بسبب‏456‏ تفجيرا نوويا تمت في منطقة سيميبالاتينسكي للاختبارات النووية‏,‏ أصبحت جمهورية كازاخستان‏,‏ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي‏,‏ صاحبة رابع ترسانة نووية في العالم‏,‏ من حيث القوة‏,‏ ولكننا تخلصنا منها بأنفسنا عن طيب خاطر من أجل الأمان في المستقبل‏.‏

وقد أصبحنا في السنوات الأخيرة شهودا علي أن النجاح لم يحالف الاتفاقيات التي تم توقيعها في إطار هيئة الأمم المتحدة والمتعلقة بحظر الأسلحة النووية ومنع انتشارها وحظر تصنيع المواد النووية‏,‏ يعني ذلك أن علي العالم أن يتخذ اجراءات نحو ذلك‏,‏ تختلف تماما عما هو موجود في الوقت الحالي‏,‏ يوجد الآن وضع غريب في العالم‏,‏ وفي الواقع هذا الوضع يتضارب مع المبادئ الاساسية للحقوق الدولية‏,‏ حيث يسمح لبعض الدول بامتلاك أسلحة نووية وتطويرها‏,‏ بينما يحظر امتلاكها أو حتي تصنيعها علي دول أخري‏,‏ وهذا الوضع خاطئ ويجانبه العدل‏,‏ كما أنه غير مناسب‏,‏ لذلك فإنني أرغب في التعبير عن فكرة يمكن تطبيقها عمليا‏:‏ لن يمكن تحقيق نزع السلاح النووي العام والكامل إلا عندما يقرر ذلك المجتمع العالمي كله‏,‏ بما فيه من دول نووية ودول غير نووية‏,‏ وليس مالكي السلاح النووي وحدهم‏,‏ يعني ذلك ضرورة ظهور آلية لضمان وضع نظام يمنع نشر السلاح النووي‏,‏ بحيث يعتمد علي الأسس الثلاثة التالية‏:‏ وقف الانتشار عن طريق عدم الامتلاك‏,‏ ومنع الانتشار عن طريق عدم الايواء‏,‏ وعدم الانتشار عن طريق منع اجراء الاختبارات النووية‏.‏

تعمل كازاخستان من أجل ضمان الرقابة الصارمة علي نزع السلاح النووي‏,‏ وعلي تداول المواد الخطيرة بصفة خاصة وأساليب انتاجها‏,‏ فهي تمثل العناصر الاساسية لمنع انتشار السلاح النووي‏,‏ وتمثل اساس اي نظام خاص بالأمان النووي‏,‏ ونحن ندعو العالم كله باصرار لكي يتبع مثال كازاخستان والدول الاخري التي تسير علي طريق منع انتشار الاسلحة النووية‏.‏

هذه الملفات تؤدي إلي مخالفة نظام عدم الانتشار وكذلك بتناقض الحديث عن اتفاقيات عدم الانتشار‏,‏ كذلك مشاكل قياسية في التعامل مع دول أخري مثل إسرائيل‏,‏ ماردودكم في اتخاذ الخطوات للوصول إلي السلام والأمن؟ وكيف تقيمون طلب الرئيس مبارك في تحويل الشرق الاوسط إلي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل؟
نحن نرحب بمبادرة الرئيس مبارك في تحويل الشرق الاوسط إلي منطقة خالية من الاسلحة النووية‏,‏ وكل الخطوات التي تقوم بها مصر لتحقيق هذه المبادرة‏,‏ ودولتنا تنظر إلي التقدم في هذا الاتجاه وتتمني ان تكون الشرق الاوسط المنطقة السادسة للمناطق الخالية من الاسلحة النووية في العالم‏.‏

ان اهتمام كازاخستان بهذه المبادرة يفسر ماتم في‏2006/9/8‏ في مدينة سيمباليتسك وهو أن‏(‏ جمهورية كازاخستان ـ جمهورية كرجيزيا ـ جمهورية اوزبكستان ـ طادجيكستان ـ تركمنستان‏)‏ وقعت اتفاقية باعتبار منطقة آسيا الوسطي منطقة خالية من الأسلحة النووية‏.‏

ونحن نري انشاء مناطق خالية من الاسلحة النووية مساهمة في تقوية الأمن الدولي ومكافحة الارهاب الدولي‏,‏ بتوقيع الاتفاقية والدول المشتركة اخذت علي عاتقها عهدا بأن تمنع تصنيع او الحصول او نشر الأسلحة النووية ومكوناتها او اي اسلحة نووية‏.‏

اما الأجهزة الملائمة لتحقيق السلام والأمن فتعمل كازاخستان علي تسوية النزاعات علي المستويين الاقليمي والدولي بالطرق الدبلوماسية‏,‏ وهذا الموقف هو أساس السياسة الخارجية لكازاخستان ونحن ندعم دائما طرق التسوية السلمية بعيدا عن استخدام القوة‏.‏

منطقتكم مثل العالم الذي عاني من الارهاب المستتر تحت عباءة الدين‏,‏ كيف تحللون هذا السؤال‏,‏ وأي الوسائل التي يمكن للمجتمع الدولي المساهمة بها للقضاء علي هذه الظاهرة؟ كيف تقيمون مبادرة الرئيس مبارك بعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب العالمي؟
كازاخستان منذ استقلالها تدعم الجهود الدولية الموجهة إلي تعزيز الأمن الاقليمي والدولي ومكافحة الارهاب والتطرف والتهديدات الاخري‏,‏ واليوم من الواضح أن المواجهة الناجحة لهذه التهديدات تطلب جهود كل القوي العالمية ومن هذه المواقف نحن نتعاون بنشاط مع جميع الدول والمنظمات الدولية المهتمة في تسوية هذه المشاكل‏.‏

وأنا أدعم مبادرة الرئيس مبارك حول دعوة القمة العالمية لمكافحة الارهاب الدولي‏,‏ وأظن بأن هذه المبادرة مهمة جدا‏,‏ وتؤكد هذه المبادرة الاهتمام العميق لمصر لدعم الجهود الدولية الموجهة لمكافحة الإرهاب‏,‏ والاستراتيجية العالمية ضد الارهاب المقترحة في اطار الأمم المتحدة اصبحت المواصلة المنطقية لمبادرة الرئيس مبارك‏.‏

العالم الاسلامي في الفترة الأخيرة تحيطه حملة موجهة للتمييز العنصري ضد التقدم وصراع الحضارات‏,‏ ما رؤيتكم لدور الدول الاسلامية والمنظمات الاسلامية في وقف هذه الحملات لحماية الاسلام وفي اطار مبادرتكم في سبيل النهضة؟
يعاني عالمنا الحالي من الأزمات التي يرتبط معظمها بمحاولات استخدام عامل الدين‏,‏ وبالطبع فإنه من الواضح انه لايمكن تفادي الازمات بين الأديان المختلفة في وقتنا الحالي‏,‏ ولا في المستقبل‏,‏ حيث إن الكثير من الحركات المتطرفة أصبحت تفرض سيطرتها علي أساس مبادئ وأوضاع الأصولية الدينية‏,‏ التي يستخدمها الارهابيون لتبرير جرائمهم‏,‏ بالرغم من عدم وجود أي علاقة بينها وبين المبادئ الحقيقية للاسلام‏.‏

في رأيي‏,‏ أن علي الدول الاسلامية أن توحد جهودها من أجل تحقيق هدفين لهما الدرجة الأولي من الأهمية‏:‏ الأول يتمثل في تقوية دور الحوار بين الأديان‏,‏ والثقافات والحضارات‏,‏ والثاني يتمثل في الرفع التدريجي لمستوي التعليم الديني والدعوة‏.‏

توجد خبرة مكتسبة في هذا المجال بين كل من كازاخستان ومصر‏,‏ حيث ساند الرئيس مبارك وكبار رجال الدين المصريين مبادرتي للدعوة إلي عقد مؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية‏,‏ الذي أصبح بالفعل منصة عالمية للاتفاق بين المذاهب الدينية المختلفة‏,‏ انطلاقا من هذه الخبرة‏,‏ فأنا مؤمن بأننا سوف نواصل بذل جهودنا المشتركة الموجهة لتنمية الحوار بين الأديان‏.‏

في رأي سيادتكم ماهو الدور الذي يجب أن تقوم به الدول الاسلامية في التغلب علي الصعوبات التي تؤخر بعض الدول منها؟
برأينا أن التأخر الاقتصادي ليس مرتبطا بالاسلام وان التأخر الاقتصادي هذا من سمات الدول النامية‏,‏ والدول التي لم يتم تحسين استخدام جهودها في توجيه ثرواتها في الاتجاه العالمي‏.‏

نحن نري أمثلة ناصفة لتقدم اقتصادي للدول الاسلامية مثل تركيا ودول الخليج العربي‏,‏ ويلفت النظر التقدم الديمقراطي والاقتصادي لماليزيا‏.‏

وحل المشاكل الاقتصادية في الدول الاسلامية يرتبط بالتكامل الاقتصادي وتبادل الخبرات والتكنولوجيات الحديثة بين الدول الاسلامية‏,‏ ولقد آن الأوان للانتباه إلي الحلول الجماعية لبعض المسائل كالقضاء علي الفقر ورفع مستوي التعليم والتنمية التكنولوجية والتجارية والاقتصادية‏.‏

فالبرغم من حداثة عدم التبعية لجمهورية كازاخستان فإن أهدافها واحتياجاتها الاقتصادية معروفة للعالم‏,‏ عندنا ثروة نفطية كبيرة ولكن يعمل البعض علي الصناعات التكاملية والتكنولوجيات المتقدمة والصناعات المتوسطة والصغيرة والتقدم في الاتجاهات العلمية‏.‏ بهذا الهدف نحن ننفذ استراتيجية صناعية للتقدم الاقتصادي وننشئ كثيرا من المعاهد المتطورة‏.‏

بالنسبة للافكار الخاصة باعادة تنظيم الأمم المتحدة وتوسيع عضوية مجلس الأمن هل توافقون علي فكرة الدول الاسلامية لتخصيص مكان للدول الاسلامية؟
كازاخستان تدعم اصلاح الأمم المتحدة وتؤيد بعض النتائج الايجابية ونحن ندعم الفكرة حول توسيع مجلس الأمن كتقسيم في العضوية إلي عضوية دائمة وعضوية غير دائمة‏.‏

من وجهة نظرنا ان هذا التوسع يجب ان يشمل الدول الكبري وكذلك الدول المؤثرة دوليا واقليميا وكازاخستان تري أن مصر تلبي هذه الصفات فضلا عن أنه دولة اسلامية‏.‏

ماهو دور أو طريقة المساعدة التي يمكن أن نقدمها إلي شعب فلسطين لتوحيد فصائله واستمرار الحلول السلمية لحل مشكلة الشرق الاوسط وانشاء دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية؟
اليوم جميع العالم يهتم بما يحدث في فلسطين‏.‏ رأيي ان الكثيرين يتفقون معي في أن الوضع في فلسطين يصبح غير قابل للتحكم دون تقديم المساعدة العاجلة إلي محمود عباس رئيس فلسطين وشعبه في الظروف الصعبة المتصلة بالمشاكل الداخلية في فلسطين وليس عن طريق الدول الاسلامية والعربية فقط ولكن عن طريق الولايات المتحدة وإسرائيل ايضا‏.‏

هنا أود أن أشير إلي دور مصر في حل مشكلة الشرق الاوسط الذي يطالب بسرعة الحل السلمي لهذه المشكلة‏,‏ ومصر تعتبر العضو الوحيد ليس لها أي أهداف خاصة في حل هذه المشكلة‏,‏ كازاخستان تؤيد طريقة مصر في حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكذلك محاولة التوفيق والتراضي بين الفصائل الفلسطينية داخليا‏.‏
كازاخستان تقف ايضا مع حل مشكلة الشرق الاوسط بالطريق السلمي‏.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى