مبعوث ترامب.. والمشهد العراقى!

الثلاثاء 6 من جمادي الأولى 1447 هــ
العدد 50730
وسط صراع سياسى محتدم فى العراق، مشهده الرئيسى الانتخابات البرلمانية فى الشارع، وفى أروقة التجمعات الطائفية (الشيعية، والسنية، والكردية)- لا تقل حدة الصراعات داخل الدوائر فى الإطار التنسيقى للشيعة، والذى أدى إلى اضطرابه إصرار المرجع الشيعى مقتدى الصدر على الانسحاب منه، ومن الانتخابات، ولا يتصور أحد أن تجرى الانتخابات وهو بعيد، فهو ملك التأثير على الشارع الشيعى البسيط، بينما يملك نورى المالكى التأثير على الطبقة الوسطي، ويدخل محمد شياع السودانى بينهما ليحصل من الجميع على حصة التغيير الكبري، لكن ذلك لا يعنى أن يصل إلى منصب رئيس الوزراء، فمازالت السياسة العراقية لم تحل معضلة أن السياسيين والإطار التنسيقى يختارون دائما حلقة ضعيفة لرئاسة الوزراء. لكن السؤال الآن أن شياع السودانى لم يعد حلقة فهو يحصل من الجميع، ويبدو أنه سيكون الأوفر حظا فى البرلمان، أما التيارات الأخرى (الكردية والسنية) فى الملعب، فهى تحصل على حصتها، وتحاول الاحتفاظ بنفوذها وسط التركيبة المتنامية السياسية فى العراق، لكن التطور اللافت قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المفاجئ اختيار شخصية عراقية (مارك سافايا) مبعوثا شخصيا له، وهو ثالث مبعوث منذ حرب 2003، الأول كان بول بريمر، والثانى بريت ماكجورك خلال حرب داعش 2014، والذى بدأ تحركه بتصريحات سريعة أنه «يريد أن يجعل العراق عظيما من جديد»، وهو نفس شعار ترامب أمريكا عظيمة من جديد، وقد وجد سافايا ترحيبا من رئيس الوزراء، وتخوفا من الأحزاب الأخري، وحاول المبعوث الأمريكى تهدئة القوى السياسية قبل قدومه إلى العراق بتصريح بأن مهمته إعادة الثقة، وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين بغداد وواشنطن، والتى تمر بمرحلة حساسة بعد الحرب الأمريكية- الإسرائيلية على إيران، وأن أمريكا لا تسعى إلى فرض أجندة خاصة على العراق، ولكن دعم حكومة مستقرة، والأهم مستقلة، وهذا ما يخيف الجانب المرتبط بإيران، وإيران، لذلك تخشى المبعوث الجديد الذى بدأ تصريحاته بأن صفحة جديدة من التعاون بدأت بالفعل بين البلدين. وأخيرا، المبعوث العراقي- الأمريكى لن يكون مثل ما قبله، فهو يعرف العراق جيدا، ووثيق الصلة بالرئيس ترامب، والأمريكيون قرروا الدخول فى مفترق الطرق، وأن تكون لهم كلمة على مجريات السياسة العراقية، ولن يتركوا ساحتها لإيران كما كانت خلال السنوات الماضية.
