عودة بعد 50 عاما!

الأحد 29 من ربيع الأول 1447 هــ
العدد 50693
أستأذن القارئ الكريم لكى أحتفل مع زملائى خريجى إعلام جامعة القاهرة، دفعة 1975، الذين يعودون صباح اليوم إلى كلياتهم التى أعطتهم جواز المرور إلى عالم الإعلام بكل ألوانه، والتى خلقت منهم هذا المشهد المرسوم بألوان الحياة نفسها.. 50عاما مرت على التخرج، تلك الذكرى المحفورة فى اللاوعى، نحمد الله ونشكره أن أعطانا القدرة على أن نشهد ذلك اليوم، وأن تختلط فى ذاكرتنا لوحات مصنوعة بكل معانيه للأجيال الحالية والقادمة، وها نحن نخطف هذه الاستراحة العابرة لنعود إلى الوهج الأول، والدهشة الأولى. لقد عبرنا من هنا.. ما يقرب من 250 زميلا لم يكن لهم مبنى أو مكان كانوا يتحركون بحثا عن المدرج لكى يلتقوا أساتذتهم، منهم من رحل وعلق فى الذاكرة.. نتذكر الأساتذة الراحلين جلال الدين الحمامصى، ود.إبراهيم إمام، ود. خليل صابات، فقد دشنوا جميعا بجامعة القاهرة الدراسات الإعلامية الصحفية والتليفزيونية، وقد سبقوا منذ 54 عاما كل الجامعات العربية، فمعهد الإعلام أصبح كلية خريجوها ملء السمع والبصر.. ملأوا صحف، وتليفزيونات، ومؤسسات الدولة المصرية والعربية نورا، وكتابات جديدة، ولعل مبادرة كلية الإعلام والدكتورة المجتهدة ليلى عبدالمجيد، العميدة السابقة، وزوجة زميلنا الدكتور الراحل محمود علم الدين، وراء هذا الاحتفال المميز بهذا اليوبيل الذهبى لخريجى إعلام القاهرة، فشكرا لها وللعميدة الحالية د. ثريا أحمد البدوى، ورئيس جامعة القاهرة د. محمد سامى عبدالصادق الذين تذكروا هذا الحدث المبهر للخريجين بعد هذا العمر الطويل، والذى أعتقد للكلية والجامعة معا.

 تختلط فى ذاكرتى وتتزاحم أحداث كثيرة، لكننى أتناساها، وأحاول أن أتذكر كل زملائى الراحلين وأترحم عليهم، وأتمنى لو كانوا معنا فى هذا الصباح المبهج: زملائى عاصم القرش، رئيس تحرير الأهرام ويكلى، ومراد عزالعرب، مدير تحرير الأهرام المسائى، وأشهر محرر حوادث وقصص إنسانية فى بر مصر محمود صلاح.. وهناك كثيرون ملأوا الصحف والتليفزيونات، أما زملاؤنا الدكاترة الذين أصبحوا أساتذة ورحلوا مع رحلة إبداع وعمل متواصل فى الدراسات الصحفية بالسوق الإعلامية الدكتور محمود علم الدين، والدكتور سامى عبد العزيز، وعدلى رضا فيضافوا إلى قائمة الرواد.. تهنئة لكل الخريجين، ودعوة مستمرة لهم بالتواصل، وإعلاء شأن المنظومة الإعلامية العربية فى مصر والمنطقة ككل.