2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الأهرام العربى.. «أم كلثوم العرب»!

الأحد 5 من رجب 1446 هــ
العدد 50434
أصابنى زملائى فى مجلة «الأهرام العربى» بالإحباط لأنهم لم يشركونى بالكتابة فى عددهم الأخير عن سيدة الغناء العربى (أم كلثوم)، وهو عدد تذكارى صدر فى مستهل العام الجديد (4 يناير 2025)، ويحمل رقم 1441، وللأمانة هو عدد مميز جدا، وللغاية، ويجب أن يكون فى مكتبات أى عربى مهتم بالثقافة والهوية العربية، بل الإنسان والمستقبل العربى عموما، وقد عاتبت زميلى جمال الكشكى، رئيس التحرير، على ذلك، وقلت له: كنت أستطيع أن أكتب معكم عن أم كلثوم، فليس هناك من لا يعرف قدرها، وقيمتها، ومكانتها، فقد حملت بصوتها العذب الجميل كل همومنا، بل أحلامنا، وعبرت عنا بجمال يفوق أى تعبير آخر، بل كانت علما عربيا يكشف صوتها، وأغانيها عن قوتنا، بل تجذرنا (نحن العرب) فى هذه المنطقة من العالم، وأمتعتنا أجيالا وراء أجيال. من حُسن الطالع أن أم كلثوم بلدياتى (قرية طماى الزهايرة – مركز السنبلاوين ـ دقهلية)، وقد وُلدت عام 1898 وعاشت حتى فبراير 1975، وغنت لنا من بدايات العشرينيات حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضى، أى أكثر من 50 عاما إبداعا وجمالا ملأ السمع والبصر من أم الدنيا إلى كل الدنيا، ومازالت أغانيها وصوتها عذبا، بل الأول لا ينافسه أحد بعد 50 عاما أخرى على رحيلها عن عالمنا. لقد قلت فى نفسى: ماذا سيكتبون عنها وقد كُتب كل شىء؟.. لكن عندما أمسكت المجلة متابعا القراءة وجدت أنهم يفتحون صفحات جديدة، ومختلفة، وتاريخية، والأهم بلغة رشيقة لا نظير لها، ولم يسبق لى قراءتها فى أى مكان آخر من افتتاحيتها إلى الصفحة الأخيرة التى أكتبها. وتسامحت، بل اعتذرت لزملائى لأنها كُتبت بقلم أم كلثوم، رحمها الله، وهو خير اعتذار لى أن تكتب سيدة الغناء العربى فى المكان الذى أكتب به، والمجلة التى كان لى شرف إصدارها ورعاية تحريرها 9 سنوات فى مارس 1997 بتشجيع الأستاذ إبراهيم نافع، رحمه الله. فكل التحية لزملائى، والمشرف على هذا الملف الناقد الأستاذ سيد محمود، فقد قدم شباب «الأهرام العربى» عددا أستطيع أن أحمله لأى مهتم بمستقبل الصحافة والمجلات المقروءة، ولذلك تستحق «الأهرام العربى» أن نطلق عليها «أم كلثوم العرب».

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى