2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

البابا ليون الـ 14

الأثنين 14 من ذي القعدة 1446 هــ
العدد 50561
انتخب البابا ليون الـ 14 (البابا 367 للكنيسة الكاثوليكية) بابا للفاتيكان، أهم المؤسسات الدينية، وأعرقها، وأقدمها فى العالم، وتأثيرها السياسى والدينى يفوق ارتباط مليار و400 مليون بالمذهب الكاثوليكى الذى يعتبر ليون الجديد بركته المنتخبة من كرادلة الكنيسة، أو أمرائها.

البابا المتوج أمريكى لأول مرة فى تاريخ كرسى مرقس الرسولى، ورغم أن عدد الكاثوليك الأمريكيين لا يتجاوز ‪%‬20 من سكان الولايات المتحدة فإننا نستطيع أن نقول إنه الأمريكى الأقل أمريكية، فهو أسقف بيرو اللاتينية، وشكر بيرو باعتبارها بلاده خلال ظهوره، ورغم أنه لم ينكر مولده فى شيكاغو الأمريكية، فإننا لا نستطيع أن نتجاهل أن كرادلة روما، أو أمراء الكنيسة الكاثوليكية لم يخذلوا ترامب الذى حضر جنازة البابا الراحل فرنسيس الذى اختلف معه كثيرا فى قضايا جوهرية سياسية، واجتماعية، لعل من أهمها المهاجرين، وكان متعصبا لقضايا السلام، وفلسطين، وغزة، ونصيرا قويا للفقراء، ومناضلا ضد التوحش الرأسمالى، والسيطرة الأمريكية على العالم، وعلى أوروبا والأمريكتين تحديدا، ومطالبا بالتوازن العالمى الذى ترفضه أمريكا، والكرادلة لم يخذلوا الرئيس الأمريكى الذى ارتدى زى البابا الراحل ولم يخف أنه يريد أن يكون مثله مازحا أو ساخرا لا يهم، ولكن مضمون الحقيقة أنه احترم الكنيسة بحضوره وخروجه، وكانت أول زياره له بعد انتخابه فى يناير الماضى رئيسا للولايات المتحدة، وانتخبوا أمريكيا يختلف كلية مع سياساته، واستمعوا إلى ندائه العلنى القوى أنه يريد أن يرى اختيار بابا أمريكيا فحقق هدفه المعلن، وحافظوا على مسافات الاختلاف القوية، وكان أمراء الكنيسة قد اختاروا ليون الـ 14، وبسرعة فائقة، تلبية لنداء ترامب المعلن مع ما يتحمله من مضامين سياسية أن العالم المسيحى اختار بابا أمريكيا، ومعارضا لسياسات ترامب.

وأخيرا، نهنئ الكاردينال فرنسيس بريفوست (69 عاما) الذى ذكرنى بوحدة الأديان عندما طل علينا بأول كلمة، وهو البابا الجديد، (السلام عليكم)، وهى تحية المسلمين، ونحن فى كل مكان نسعى للسلام والوحدة، فهل يقودنا خليفة القديس بطرس، المتوج على عرش الفاتيكان، إلى السلام الموعود، وهو المنتخب فى زمن اشتعال الحروب التى توظف كل شىء حتى الأديان والطوائف؟.. قلوبنا معه أن ينهج مسار سلفه وينجح، ويدخل القلوب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى