2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مصطفى النحاس.. زعيم الطبقة الوسطى (1)

الأثنين 15 من رجب 1444 هــ
العدد 49735
تساءل كثيرون، وأنا منهم، كيف نمت الطبقة الوسطى فى مصر، الطبقة التى كانت فى طليعة ثورة يوليو ١٩٥٢، ومن صنعها، وقدمها إلى الحياة السياسية فى مصر كان بطل هذه الطبقة (الزعيم مصطفى النحاس)، الذى وُجهت إليه كل السهام بعد التغيير الثورى، وتجاهله معظم الكتاب، والمؤرخين بعد ذلك، ولم يحظ بالشهرة التى يستحقها مثل سعد زغلول، أو أحمد عرابى، أو مصطفى كامل، رغم أنه الذى قاد الحركة الوطنية المصرية لمدة ٢٥ عاما متصلة، إلى أن ظهر للوجود باحث مدقق، ودبلوماسى مصرى مرموق هو الدكتور علاء الحديدى، الذى درس هذه الفترة ‫بعمق، وكشف الغطاء عن دور النحاس، وقدم ذلك فى رسالته للدكتوراة فى الثمانينيات، وها هو يخرجها حديثا (هذا العام) فى كتاب متكامل قيِّم يحمل عنوان مصطفى النحاس.. زعيم الطبقة الوسطى.

كتاب الدكتور علاء الحديدى يفك كثيرا من الغموض، والألغاز التى اكتنفت مرحلة ما قبل ١٩٥٢، بدءا من إرهاصات حريق القاهرة، ومرورا بحادث ٢٥ يناير، وحتى حادث ٤ فبراير ١٩٤٢ الذى مازالت تلاحقه تحليلات، ورؤى مختلفة.

الدراسة تقدم الجديد، وتكشف الصراعات التى كانت دائرة بين حزب الوفد، والقصر (الملك)، والإنجليز، ومن خلال الصراعات بين الثلاثة، والتحالفات بينها، كانت تبرز الحكومات، وتظهر للوجود، وهذا هو مسرح الحياة السياسية فى مصر قبل ثورة يوليو.

ولعلنا نتوقف أمام الدور الذى لعبه النحاس فى التوسع فى الجيش، حيث كان يرنو إلى إنشاء جيش حديث ليبطل (حجة الإنجليز فى الدفاع عن مصر) التى جاءت فى معاهدة ١٩٣٦ التى وقعها النحاس، وألغاها (كذلك!) النحاس، وكان هذا هدفا معلنا لحكومات الوفد، بزعامة النحاس، ومن خلاله وافق، واتخذ قرارا هو الذى غير كل المعادلات فى مصر خلال الخمسينيات، والستينيات، بدخول أبناء الطبقة الوسطى، والفلاحين الكلية الحربية، ولا يُخفِى المؤلف أن النحاس كان له هدف سياسى من هذا القرار المهم، وهو تحقيق الديمقراطية بمفهوم الوفد، والتى تعنى «الحركة الوطنية»، أى الحشد ضد الاحتلال ونجح فى تنفيذ القرار إلى أن تخرجت أول دفعة سنة ١٩٣٧.. وغدا نكمل الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى