رؤية عربية مبشرة..!

الأربعاء 14 من رمضان 1444 هــ
العدد 49793
العرب يتطلعون، ويحلمون، وهذا حقهم، بمستقبل أفضل لشعوبهم، وبلدانهم.

فى رمضان تعاقبت علينا زيارتان لهما ما بعدهما، شكلتا لنا رؤية.. كيف يفكر زعماؤنا، وقادتنا لمستقبل المنطقة العربية التى مازالت تعانى العاصفة (بكل أشكالها) التى أنجبت ملايين اللاجئين، وخلّفت أوضاعا سيئة لكل البلدان العربية، وأوضاع دول عربية كثيرة لم تتعاف بعد من أزماتها، سواء الداخلية، أو المقبلة من الخارج؟!

زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى جدة (السعودية)، ولقاؤه ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، شكلت لنا رؤية.. أن هناك إعدادا جيدا، ومتزايدا، ومستمرا للتنمية، ودعمت أولا: العلاقات الثنائية المصرية – السعودية التى لا غنى عنها للبلدين، والتى هى فى أوج قمتها، وتواصلها على الأصعدة كافة، وثانيا أن المحور (المصرى- السعودى- الإماراتى) الذى يلعب دورا متزايدا فى حل المشكلات العربية، وتنقية الأجواء قد انتقل خطوة متقدمة للإعداد للقمة العربية المقبلة فى الرياض، لتكون عنوانا تاريخيا، وإستراتيجيا جديدا لهذه المنطقة من العالم.

قمة ستسجل فى التاريخ الإنسانى العربى أن هناك قادة يستطيعون، وقادرون على بناء نظام عربى متطور، فى ظل أزمة ضخمة تواجه العالم، وتوترات قادمة من الخارج تؤثر على كل البلدان.

أما الزيارة الثانية فكانت زيارة وزير خارجية سوريا لمصر، والتى جاءت ردا على زيارة مصرية مماثلة منذ شهر، عقب الزلزال الذى ضرب (سوريا وتركيا)، حيث الاتصالات المصرية – السورية حملت بشرى إلى عودة دمشق إلى الجامعة العربية، أو تشارك فى قمة الرياض المقبلة.

أعتقد أن حل الأزمة فى سوريا تأثيره الإيجابى سوف يمتد إلى كل المنطقة العربية، كما أن التسوية السياسية هناك سوف تضع حدا للتدخلات الخارجية فى الشئون السورية، وتوقف الحرب الدائرة هناك بالوكالة، حيث العمليات العسكرية تدور حول رءوس الشعب السورى، وهو الذى يدفع الثمن الباهظ، لاجئين، وقتلى، ومصابين، وأطفالا، ونساء بلا أمل، أو مستقبل.

فى تقديرى أن التاريخ سوف يسجل أن الجيل الحالى من القادة العرب كان قادرا على مواجهة الحروب، وأزمات صعبة، ولم يتوقف عن بناء نظام عربى يحمى الدول من الانهيارات، ويضمن بقاء الشرق العربى قويا معافًى.