2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كليوباترا..!

الأثنين 25 من شوال 1444 هــ
العدد 49833
تصعب الإحاطة بالملكة العالمية (كليوباترا)، التى أحبت المصريين، واختارتهم دون بقية الشعوب، بل العالم كله، فعاشت ملهمة لكل العصور، والحضارات.

إن الملكة البطلمية، ذات الأصول المصرية (كليوباترا ) ملهمة الكل، من شكسبير (أبو الإنجليزية)، إلى برنارد شو، وأحمد شوقى (شاعر العربية، أو أميرها).

لقد تراوحت صورة كليوباترا بين العظمة، والمأساة، وظلت تتنقل بين الصورتين فى الوجدان الأدبى، والفنى، كما تعيش بهما فى الوجدان الشعبى والنخبوى.

إن الملكة الحائرة بين الصورتين، بل بين الصور المتعددة فائقة الجودة التى أتقنتها جميعا، صعب أن تميز بين ألوانها، ولعل شاعرنا العظيم شوقى هو أبرع من صورها محبة لوطنها (مصر)، وفاتنة الحكام من الرجال، ومتسلقة السلطة، فقد عاشت عبر شعره أكثر من الصور المتعددة التى رُسمت لها فى هوليوود.. وغيرها فى كل مناطق العالم.

لقد عاشت كليوباترا ملهمة، لأنها اختارت الحضارة المصرية، وهى حضارة عالمية.. من يختارها يختار العالم كله بكل قاراته، حيث تداخلت مع حضارات (فارس، واليونان، والرومان، وإفريقيا، والعرب).

إن نسيج المصريين متنوع، وتلك خصوصية مصر، ومِزيتها، فالملكة كليوباترا السابعة، التى حكمت مصر ٦٩ ـ ٣٠ قبل الميلاد، لم يستطع أحد أن يسبر غورها، والتى وُلدت ثيا فيلوباتور عام ٦٩ قبل الميلاد، وتجددت بفيلم آثار العالم لأنه حاول أن يُقصرها على حضارة إفريقيا فقط، وتلك وجهة نظر قد تكون مختلفة، لكنها المصرية العالمية التى تفوقت على الجميع.

لقد تم إنتاج عدد لا يُحصى من الكتب، واللوحات، والمسرحيات، والأفلام التى تصور حياتها كحاكم، وعلاقة حبها المأساوية مع السياسى الرومانى مارك أنطونيو، وهى الملكة التى تفوقت على الرجال، وعلى شقيقتها الكبرى لتخلف والدها فى حكم الإمبراطورية البطلمية فى مصر، والتى بدأ عصرها بوفاة والدها بطليموس الثانى عشر، وانتهى بانتحارها المأساوى.

لم تكن المرة الأولى التى يتم فيها تشويه قصة كليوباترا عبر التاريخ، حيث يعتقد الجميع أنهم يعرفونها، وهم لا يعرفون إلا القليل عنها، لأن كليوباترا احتوت العالم قبل العولمة، وأبعد ما تكون عن العنصرية التى يحاول البعض أن يلصقها بها، وستظل مصرية وعالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى