القمح.. ولقمة العيش!

الثلاثاء 3 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49841
طلة بلدنا، ورئيسنا عبدالفتاح السيسى، على حصد محصول القمح فى ربوع الوطن أنعشت الأمل فينا للمستقبل.
لقد عشت عمرى، بصفتى من أبناء الفلاحين، أحلم بـرمزية القمح، وتوطدت صلتى (بأبو القمح المصرى) الدكتور (الزراعى) عبدالسلام جمعة، وتخصصاتى الاقتصادية فى الثمانينيات شاهدة على ذلك، فقد حملت رسالته بضرورة أن يكون لمصر رقم وازن فى استهلاكها للقمح من إنتاجها، إلى أن عشت وشاهدت استيرادنا القمح من أكثر من ١٨ بلدا، وأصبحنا البلد الأول فى استيراده على حساب الفلاح المصرى.
لقد كانت وزارة التموين تعطى جائزة للموظف الذى يصل إلى سعر أفضل فى الاستيراد، وهذا حقها، والقطاع الخاص دخل متأخرا فى الاستيراد، ولكنه لم يأل جهد فى التمركز لدى المنتجين العالميين للقمح، ففى كل قارات العالم كان لنا مكتب لاستيراد العيش لأهالينا، بعد أن صحونا على ضربات كورونا، وحرب روسيا- أوكرانيا.
إن كلامك يا دكتور جمعة.. يا أبوالقمح المصرى, رحمك الله، استيقظ فينا، فأين إنتاجنا الوازن وهناك دعم وفير للعيش، يتجاوز المليارات، شجع على فساد بعض الموظفين، والمستوردين، وأصحاب المخابز، والمستهلكين الذين يقدمون العيش (السلعة الغالية) علفا للحيوانات، لأنه رخيص، ومدعوم، وبلا سعر حقيقى له فى كل الأسواق، ومهدر فى الشون، والفلاح الذى يصر على زراعته يخسر، لأن سعره فى الإنتاج المحلى أقل من القش، والقمح المستورد بكل أنواعه (الرخيص) حتى لو كان مغشوشا، أو غير مغذٍ، وقد انتشرت المخابز الفخمة التى تتغذى على المستورد، فهو بلا سعر، ومدعوم حكوميا، ورغيف يرميه حتى الفقراء، بعد أن عشنا سنوات طويلة عندما نجد لقمة على الأرض نقبلها، ونضعها فى مكان آمن احتراما للرغيف، ولقمة العيش.
لقد جعلتنا اليقظة الأخيرة نحفظ العيش فى التشوين الصحى، ونعطى الفلاح حقه فى الإنتاج المحلى، حيث حققنا فى فترة وجيزة ٥٠٪ من الهدف (رقم حقيقى، وقوى)، وعاد هناك سعر للرغيف حقيقى، ولن نستورد رغيفنا من الخارج..
مبروك للمصريين هذا الهدف الكبير، وشكرا لرئيسهم الملهم الذى يعمل باحترافية كبيرة لجعلنا بلدا حقيقيا قويا، ويعتمد على نفسه.
