2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

حوار مع «أبوالذرة»..!

الأربعاء 4 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49842
كتبت أمس عن القمح، ولقمة العيش، معبرا عن سعادتى أنه فى فترة وجيزة استطعنا إنتاج ٥٠ ٪ من احتياجاتنا من الخبز بديلا عن الاستيراد المفرط من حول العالم، وأنه نجاح مذهل، واليوم أكتب عن الذرة الشامية التى ذهبت إلى مركز البحوث الزراعية لكى أبحث عن إمكاناتنا على الأرض منها، ومن الأعلاف، ومازال فى ذهنى أن مصر تملك إمكانات، بل قدرات إنتاج هذا المحصول الإستراتيجى المهم، بدلا من استيراده بالدولار، ونعطى الفلاح المصرى، ونرفع دخله، ونوفر الدولار لاستيراد مستلزمات الإنتاج الصناعى.

فى مركز البحوث الزراعية، التقيت الدكتور علاء خليل، مدير المركز، ومعه خبراء شباب يملؤهم الحماس، والقدرة، والعلم، ويعملون على إنتاج هجينة مصرية خالصة لهذا المحصول الحيوى للمصريين، وثروتهم الحيوانية، ووجدت هناك كل الخبرات، يتقدمهم أبوالذرة المصرية، الأستاذ الدكتور، والباحث المرموق عبدربه إسماعيل، متعه الله بالصحة والعافية، فقد تخطى الثمانين، ولكنه يدا بيد مع الباحثين الجدد، والشباب يعمل، قلت له إن مصر تعانى نقص الذرة، والأعلاف، وحاجتها إلى الاستيراد تتزايد، وتؤثر على سعر صرف الجنيه، قال لى بثقة: أرجوك لا تظلم الزراعة المصرية، فهى لم تتخلف عن ركب التطور الذى شمل هذه المهنة الغالية فى كل أنحاء العالم.. نحن ننافس الأمريكيين، والأوروبيين، ونملك الخبرة، والبذور، ولندرك أن من يملك الخبرة (نيو هاو) يستطيع أن ينتج، وينافس.. عندنا سلالات الذرة، ونتعاون منذ سنوات مع المركز الدولى لتحسين القمح والذرة فى المكسيك (cimmyt)، ونتبادل مع العالم المواد الوراثية، لكن كان ينقصنا تشجيع المزارعين، وأن تدرك الدولة، أو وزارة الزراعة، طبيعة الزراعة المصرية، وأنها مزارع صغيرة (حيازات قليلة)، كما أنها مكلفة فى الرى، ومجهود الفلاح يجب أن يُقدر، وعمليات الزراعة تكلفتها عالية فى كل النواحى، وإذا أردنا أن يكون لنا إنتاج وازن من الذرة والأعلاف، ولا نحتاج إلى استيرادهما يجب أن تكون الأسعار مُجزية للفلاح، وهذا ينطبق على الزيوت.. يجب أن نفكر فى سلعة- سلعة، وهذا هدفنا، حتى نوفر الدولار، ويعود الجنيه إلى قوته أمام العملات الأخرى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى