معجزة مصرية

الأربعاء 11 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49849
تترقب مصر، بل العالم كله، حدثا كبيرا سوف يحدث على أرضنا فى حى الهرم بمحافظة الجيزة- هو افتتاح أكبر متحف فى العالم.
أعتقد أنه إذا كانت الآثار المصرية تُبهر العالم، وتُعتبر ثروة للبشرية كلها (موجودة فى كل متاحف الدنيا، حتى المسلات المصرية فى عواصم أوروبا، وأمريكا) فإن ذلك دليل على أن آثار مصر خالدة للإنسانية كلها، رغم أنها مصرية خالصة، فآثارنا فى كل متاحف العالم هى لؤلؤة للتاريخ الإنسانى كله.
إن متحف مصر الكبير سوف يهز الدنيا، ويغير خريطة السياحة الثقافية، ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم كله، وإذا كانت السياحة الثقافية تتدهور فى العالم، فإن حضارة مصر، ومتحفها، سيعيدان بعثها بمتحفها العالمى فى الهرم، وسوف تعيد تمركز حضارة مصر فى الهرم، والأهرامات.
لقد زرت المتحف، بدعوة من وزير السياحة والآثار، الأستاذ أحمد عيسى، وفريقه، الذى يعد لهذا الحدث العالمى المبهر لنعرف جزءا مما يحدث هناك، ففوجئت بشىء مذهل سوف يسطر لبلدنا تاريخا جديدا للإنسانية، حيث أعاد المصريون المعاصرون وصل حضارتهم المعاصرة بتاريخهم القديم، بنفس الإعجاز، عبر هذا المتحف الأكبر، والمبهر معا، وقد جسدوا فى أكبر متحف فى العالم أهم حضارة إنسانية شهدتها الدنيا، والإنسانية قبل ٧ آلاف سنة، قبل الميلاد.. سوف تلتقط عينا الزائر تاريخا طويلا، مذهلا، وممتدا (٣٠ أسرة ملكية).
لم يكن توت عنخ آمون، وحده هو المعجزة، فى هذا المتحف، الذى عبر عن أعظم حضارة إنسانية قديمة، ونقلها حية ومعاصرة، فهناك رقم قياسى ( ٥٧ ألف قطعة) تقدم صورة حية يلتقطها العقل الإنسانى مباشرة بأحدث تقنيات القرن العشرين، فحينما تتجول فى صالات المتحف لن تبرحه إلا وقد علمت، واستوعبت حضارة العالم، ومعنى مصر.
إن المتحف معجزة مصرية حديثة تتكلم عن نفسها، وقد جاء فى الوقت المناسب، متزامنا مع ما يحدث فى مصر من ثورة داخلية، وبناء متطور مذهل فى كل المجالات، فانتظروا حدثا فريدا سوف يبهر العالم ينطلق من مصر، حيث المصرى القديم والمعاصر يتعانقان فى حضارة إنسانية جديدة، ومعاصرة.
