أبوالغار وأبوالعينين..!

الخميس 18 من ذي الحجة 1444 هــ
العدد 49885
خطف عيوننا هذا العام فوز الدكتور محمد أبوالغار بأرفع جائزة فى العلوم المتقدمة هى جائزة النيل فى العلوم والتكنولوجيا، ولِمَ لا؟.. وهو الطبيب البارع، ابن جامعة القاهرة، الذى نقل فرعا من الطب ووطنه فى مصر، وهو الحقن المجهرى، وأطفال الأنابيب، ولا يتوقف عطاؤه لمرضاه، وقد أنشأ جمعية علمية لهذا التخصص، وهو أستاذ الجامعة الذى لا يتوقف عن العطاء لطلابه، وصاحبه فى هذا الفوز الرفيع الدكتور حسن أبوالعينين، ابن جامعة المنصورة، والطبيب كذلك، وأستاذ المسالك البولية، والذى خلف الدكتور محمد غنيم فى مركزه مديرا عندما تقاعد عن الإدارة، وظلت شهرة غنيم تحجب بظلالها أبوالعينين، ولكنه ظل متمترسا فى العلوم الطبية، فهو محب، وعاشق لها قبل أن تكون مهنته.. يدرس، ويعلم، ويعالج، ويبحث، وينشر أبحاثه التى تُدّوُىِ فى العلوم، ويحصد الجوائز، ويشعر بالسرور لسعادة، وشفاء مرضاه، وشغف متابعة طلابه، وقد ركز أبحاثه حول المصريين، وإصابتهم بفيروس «C» المسبب للسرطان، فكان له نصيب العالم فى تخليق مثانة فى الأمعاء بدلا من المصابة.
لقد كان فوز عالميِّن طبيبين فى فروع الطب بـجائزة النيل بمثابة رسالة قوية عما تمتع به أطباؤنا من بحث علمى، وقدرات بمعايير عالمية رفيعة.
إن شخصية الدكتور أبوالغار غنية فى مجالات عديدة، وجعلت شهرته الأدبية والسياسية قد تتقدم على شهرته الطبية، فهو المتعمق فى الثقافة الأدبية، والفنية، ثم الاجتماعية، وأفكاره وكتاباته متقدمة للغاية، بل مبتكرة.. عندما تتابعه يبهرك تجديده فى الأفكار قبل الصياغات..لم ينقطع أبدا عن متابعة كيف نُغير حاضرنا؟، مثلما سلط الضوء على الغائب من تاريخنا، كما حافظ على الانتماء، والثقافة التاريخية، ولم يهمل الجوانب الاجتماعية، والسياسية بجوانبها الشائكة، فهو رجل الثقافات، والتنوير الذى يستحق التحية والتقدير العميق من كل المصريين، كما وثق إحدى معارك الفلاحين المنسية فى التاريخ (الفيلق المصرى فى الحرب العالمية الأولى)، وهو يعمل بلا ضجيج فى مجالات عديدة.. لم يبحث عن الشهرة التى جاءت إليه تسعى، بل سجلته علامة بارزة على تفوق المصريين، والقدرة على التعبير عنهم، والدفاع عن مصالحهم، وتجسيد مستقبلهم.
