2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السجائر والمعسَّل

الأثنين 13 من محرم 1445 هــ
العدد 49910
انضمت السجائر والمعسل مؤخرا إلى القائمة المتأثرة بارتفاع سعر صرف الدولار، وكان من الطبيعى أن يحدث ذلك، فنحن مستوردون كبار للتبغ ومشتقاته مثلما نحن مستوردون للقمح، ومن آكلى العيش بأرقام كبيرة، نظرا لأن البعض يقدمه لرخص سعره (مدعوم من الدولة) وجبة شهية، أو مكملة للدواجن، أو طيور البيوت، والمواشى، بالرغم من أن النسبة الأكبر لاحتياجاتنا منه نستوردها من الخارج.

مصر مستهلك كبير لسلع السجائر والتبغ، فنحن نحتل رقم ١٦ فى قائمة المستهلكين، علما بأننا منذ سنوات طويلة منتجون، ومصدرون للسجائر، والمعسّل المصرى فى الأسواق العربية له مفعول السحر، لكن يجب أن نعرف أن المادة الخام لهذا المنتج الخاص بمزاج وميول المستهلكين المصريين تُستورد من الخارج، وبالعملة الدولارية، وفى السنوات الأخيرة نحن نواجه أزمة دولارية أدت إلى خفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، والعملات الأخرى، مما أثر على المستوى الاقتصادى للمصريين، ولن يتحسن ذلك دون العودة تدريجيا إلى سعر صرف للجنيه يتناسب مع قيمته الحقيقية، ومع ذلك أكرر أن السعر الحالى غير عادل للمستهلكين المصريين، وأكثر من عادل لحائزى الدولار، سواء كانوا مصدرين، أو عاملين بالخارج، أو سائحين.

أعتقد أن الدولار سيظل لسنوات مقبلة عملة مهمة، ولا غنى عنها فى النظام الدولى، ومهمة الحكومات هى البحث عن البدائل لسداد احتياجاتها منه، ولكن مع العلم أن مصر من الدول التى مواردها الدولارية كافية لاحتياجات المصريين من الخارج (قناة السويس، والسياحة، وتحويلات المصريين بالخارج موارد غنية للدولار)، فأزمتنا مؤقتة، وناتجة عن الأزمات العالمية، ولكن الأهم أن نقلل استيرادنا، ونتجه إلى الإنتاج المحلى، فهذا يحمينا من موجات التضخم العالمية.

سوق السجائر والمعسل تمر بمرحلة من إعادة التنظيم، ويجب سرعة إنجاز ذلك لحماية المستهلكين، حتى لا يقعوا فريسة لشبكة من التجار الجشعين، لأنه رغم ارتفاع أسعار السجائر والتبغ بشكل عام، والضرائب المرتفعة عليهما، فإن متوسطات الاستهلاك فى تزايد، ولهذا فإننى أطلب من الحكومة إعداد دراسة تفصيلية لمدخلات تلك الصناعة السهلة حتى نحمى مواردنا الدولارية، واقتصادنا، ومصلحة المستهلكين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى