2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

مئوية البابا شنودة

الأحد 19 من محرم 1445 هــ
العدد 49916
حدث مصرى بامتياز له معان سامية لدينا جميعا لمحبته ودوره وجمعه المسلمين والمسيحيين معا.. إنه مئوية ميلاد البابا شنودة الثالث، بطريرك العرب، أو البابا 117 للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الذى سجل علامات بارزة فى تاريخ المصريين، وفى بعث وحدتهم، وثقتهم فى أنفسهم، وتعاون طوائفهم، ومحبتهم معا.

أعتقد أننا إذا أشرنا إلى دوره، فسوف نتوقف أمام حشده المسيحيين والمسلمين فى حرب أكتوبر 1973، وامتد به العمر لكى يقدم شبكة إنقاذ واحتضان المسيحيين والمسلمين لبلدهم فى سنوات الفوضى التى أعقبت ما بعد 2011، وكانت رؤيته لها عميقة، مما مكننا من اجتيازها باقتدار، ومهد لمشاركة كل المصريين فى ثورة إنقاذ مصر من التخلف، والتقسيم عام 2013، أما إذا تحدثنا عن عمق ارتباطه بجذور مصر، ورفضه الفتن الطائفية، فله نصيب السبق، والمكانة الرفيعة، وقد شارك المسلمين فى أعيادهم، وأفراحهم، حتى إفطارهم فى رمضان، واستطاع أن يضع كلمته الخالدة (إن مصر ليست وطنا نعيش فيه، بل هى وطن يعيش فينا) موضع التطبيق الفعلى. إننى أحيى الكنيسة، وبطريركها البابا تواضروس الثانى على هذه الاحتفالية المهيبة، والعلمية، التى ركزت فى مؤتمرها العلمى على كل الجوانب التى احتوت وعبرت عنها شخصية البابا شنودة (بابا العرب، والوحدة الوطنية، والحوار الإسلامى- المسيحى)، بالإضافة إلى موسوعيته ككاتب وشاعر وصحفى، كما سلطت الضوء على الجوانب الجديدة فى منهج البابا ما بين الضرورات، والانفتاح، ولم تنس دوره بين الشباب. لقد حرمنى السفر من الاستمتاع بالفقرات المستوحاة من تراث البابا فى ختام 3 أيام رائعة فى حب هذه الشخصية الخالدة التى تستحق منا جميعا الحب، والاحترام، والتكريم، وأتطلع إلى أن تقتبس وزارة التربية والتعليم جوانب مهمة من سيرة البابا، وتجسدها لطلابنا فى مدارسنا حتى تنتقل جيلا وراء جيل، فهى تعبر بعمق عن الهوية المصرية، وقيم الاعتدال، والمحبة، وأن تكرمه الدولة بإطلاق اسمه على أحد المحاور الجديدة التى تشير إلى مصر الحديثة، أو أحد ميادين العاصمة الإدارية الجديدة، فالبابا شنودة، كما قال الأنبا أرميا، دينامو هذا الحفل، والمؤتمر، كان مسيرة حافلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى