صندوق الشهداء

الأثنين 19 من صفر 1445 هــ
العدد 49945
هناك مثلث فى مصر أستطيع أن أطلق عليه مصطلح النبل الكامل، والقيم الأصيلة المحمودة، وأن هناك وطنا، ودولة قوية تقف وراء أبنائها فى كل الظروف، ومصممة على إعطاء كل ذى حق حقه، وأن ترفع من مكانة المواطنة، وتحفظ حقوقها.
رأس هذا المثلث المهم صندوق الشهداء الذى اكتملت أركانه بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن يشمل كل شهداء مصر، حتى الشهداء، والمصابين فى معركة الإسماعيلية (٢٥ يناير ١٩٥٢) قبل ثورة يوليو، فالمساواة بين كل الشهداء حق واجب، وأن يشمل هذا الصندوق كل مفقودى، ومصابى العمليات الحربية، والإرهابية، والأمنية، وأسرهم، وهذا قمة الوفاء، والعطاء.
فى تقديرى أن قرار إنشاء هذا الصندوق، ومن يشملهم قرار رحيم، وإنسانى، وبالغ الحكمة، وقد نزل على كل المصريين بردا، وسلاما، ومن واجبنا جميعا أن نرفع أسمى آيات التحية، والاحترام للدولة، ورئيسها، لشمولية الرؤية، ومساواتها، فكلنا أصبح يعرف، ويدرك أن وراءه دولة ستكون مع أولاده، وأحفاده حتى يصلوا إلى بر الأمان.
أما ضلعا المثلث الآخران فهما مبادرتا «حياة كريمة» التى تصل إلى ٦٠ مليون نسمة فى ٤٥٠٠ قرية، بتكلفة تريليون جنيه، و«تكافل وكرامة» التى تغطى كل الأسر المحتاجة (٥ ملايين نسمة)، وبذلك تكتمل أضلاع المثلث الثلاثة التى تصل لأصحاب الاحتياجات مباشرة، وهى بمثابة رسالة قوة من الدولة لأبنائها، وأن الوطن مع الجميع، ويراعى الضعفاء فيه.
أوقن أن صندوق الشهداء يضع أسر الشهداء نصب عينيه، والدولة تخصص موارد ثابتة لتغذية هذا الصندوق حتى لا يتوقف عطاؤه للمستحقين فى كل مستلزمات الحياة اليومية، والتوظيف، وإتاحة وسائل المواصلات، والاشتراكات المجانية فى المنشآت الرياضية، والدخول للمتاحف، ولا ينسى فرص الحج للوالدين، والأرامل، وتوفير المساعدات، والوحدات السكنية للأبناء، كما يقوم الصندوق بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومنظمات المجتمع المدنى، والقطاعين العام والخاص، والوزارات لتوفير أوجه الرعاية فى كل مناحى الحياة لأسر الشهداء، والمفقودين والمصابين.
أعتقد أن ما يحدث على أرض مصر يغير شكل الحياة كاملة فيها، ولكن يجب أن يعى الجميع أن البناء المتواصل، والعمل الجاد له ثمن يجب أن ندفعه ونحن سعداء!
