البابا شنودة.. وحكايات «السرساوى»

الخميس 22 من صفر 1445 هــ
العدد 49948
فى مئوية البابا شنودة الثالث خطف الكاتب الصحفى أحمد السرساوى الأنظار بكتابه الشيق والمثير معا (البابا شنودة..حكايات مع صاحبة الجلالة)، ولم يكن كتابه هذا الأول عنه، فهو متخصص، إلى حد كبير، وسبق أن قدمه بعنوان «الأسطورة» عام ٢٠١٢. فى الكتاب الجديد كانت الصحافة بينهما، فالبابا رقم ١١٧ أول صحفى يعتلى هذا الكرسى البابوى، وسجل فى أكثر من 4 عقود علامة، وتاريخا، ليس بين الأقباط المصريين فى العالم، بل بين المسلمين وكل المصريين، فهو بابا جمع «الجميع»، ووصل إلى المكانة الرفيعة فى كل أعماله، وتاريخه، وفى الجانب الصحفى كانت للسرساوى قصة، فالبابا شنودة كان يكتب ولا يتأخر عن المهنة، بل كان يسعى إلى أن تحمل كلماته القيم النبيلة، و«أتقن كل فنون الصحافة، وظل محافظا على جودة، ومستوى محتواها، وكان يكتب للصحف المصرية الثلاث: الأهرام، والأخبار، والجمهورية وكأنه متخصص فى معرفة الصحيفة.. مقالاته غير متشابهة، وتراعى طبيعة الصحيفة، والمناسبة التى يكتب فيها، فهو محترف ويعرف أسرار اللغة والكتابة».
فصول الكتاب تجرى بك ولا تتوقف عن القراءة وتقديم الجديد، ففى ١٣٨ صفحة رصد علاقة البابا مع الرؤساء ناصر، والسادات، ومبارك، ومشايخ الأزهر من طنطاوى حتى الطيب، ومع رؤساء الصحف، والكُتاب، وشرفنى الكاتب الزميل بـ«أخبار اليوم» أحمد السرساوى برصد قصة مقال كتبته فى «الأهرام» وله ذكرى عندما غضب البابا من مقال مس الأقباط المصريين وعندما طالبنى بالاعتذار، وكان له كل الحق، وكتبت اتصل بى: «ردك نزل علينا بردا وسلاما»، ولعل الكتاب يسجل جانبا جديدا فى علاقة الصحافة بالبابا، خاصة عقب أزمة ١٩٧٧، ودور الأستاذ موسى صبرى فى التقريب بين الرئيس والبابا، كما يقدم الكتاب وثيقة نادرة لخطابين تاريخيين بين البابا والسادات فى حضور الأقباط والمسلمين، والخطابان يحملان رسالة كبرى على قدرة التلاحم وقوته بين المسلمين والأقباط. وختاما، كل التحية للزميل أحمد السرساوى الذى خط كتابه بلغة شيقة جعلتنى أُعمِّق فهمى، وإدراكى عن البابا شنودة، وقد اكتشفت فى الكتاب أننى أمام كاتب صحفى متمكن، وعميق فى الوقت نفسه.
