2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

١١ ‏سبتمبر ٢٠٠١.. هل مات أمريكيا؟!

الأثنين 26 من صفر 1445 هــ
العدد 49952
بأى حال عدت يا ١١ سبتمبر على العالم، تجاوزنا عقدين من الزمن على الحدث المدوى الذى شكل علامة فارقة فى تاريخ أمريكا والعالم. هل الصدمة الأمريكية المروعة خف تأثيرها مع الزمن على أمريكا؟ تساؤلات كثيرة تبادرنا إلى أذهاننا، ونحن نستقبل هذا اليوم، متذكرين سلسلة الهجمات التى شنها ١٩ إرهابيا من تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن، على رموز الحضارة الأمريكية. الصدمة الأمريكية التى انتقلت إلى كل العالم من حولنا، كانت هى التأثير الرئيسى، والسيكولوجى، الذى عشناه طوال السنوات التى أعقبت هذا الحدث الذى فتح الشهية الأمريكية على الغزو والانتقام فغزت أفغانستان، والعراق، ودخلت مجالا حيويا، أطلقت عليه حربا عالمية على الإرهاب، وهى الحرب التى ليست لها نهاية. إذا كان ضحايا الحادث المروع ٣ آلاف أمريكى، فإن الحروب التى أعقبت هذا الحادث الفاصل، وصلت إلى ١٥ألف عسكرى، وتجاوزت التكلفة ٦ تريليونات دولار، صحيح قتلوا بن لادن، والظواهرى، والعديد من المساعدين له، وأزالوا صدام حسين، ومن بعده القذافى، بل وزلزلوا الشرق الأوسط بأحداث الربيع العربى. فى نيويورك، وواشنطن. لا نستطيع أن نقول إن هذا الحادث قد مات أمريكيا، بل مازال يعيش فى جنبات المجتمعات، وصنع كراهية مدوية بين الشرق، والغرب، ليس بين الحكومات فقط، ولكن بين الشعوب. بالنسبة لمنطقتنا العربية التأثير الذى طالها عن هذا الحادث أكبر من التأثير الذى طال اليابان. ولكن لنا أن نتخيل كيف سيكون العالم إذا لم يحدث هذا الحادث المدوى! منطقتنا التى طالتها الويلات الأمريكية، والغربية، كانت ستسقط حتما فى أيدى هذه القوى الإرهابية المستأسدة بالدين، ولكنها اختارت أن تبدأ معركتها مع أمريكا، وهذا ساعدنا لكى نكشف مخططات الفتنة بالدين، والتطرف بكل أشكاله. هجمات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ مازالت حية أمريكيا، وغربيا، وشرقيا، صدمتها مازالت تحرك شعوبنا، فهى نقطة تحول بل وانقطاع فى النظام الدولى الذى كان قبلها، منها خرجت من رحم الحرب الأوكرانية الراهنة، أعادت إحياء أهمية آسيا الوسطى، وموقعها الإستراتيجى فى قلب العالم. هشاشة النظام الدولى المعاصر، كشفت عنها بعد أحداث سبتمبر، الحاجة إلى إعادة التمركز للدولة القوية، بل إن العولمة توارت بعد أحداث سبتمبر. نحن فى حاجة إلى مزيد من الدراسات حول هذا الحدث، أكثر من أى حدث فى كل تاريخنا القديم، والحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى